كشفت مراسلات دبلوماسية سرية، وجهها السفير المغربي بفرنسا فتح الله السجلماسي إلى القناصلة العامين المعتمدين لدى باريس، خلال الفترة ما بين شهر فبراير ويونيو من السنة الجارية، أسرار التحركات الدبلوماسية المغربية بفرنسا لحشد دعم فرنسي للمغرب في نزاعه مع جبهة البوليساريو، ارتباك أدائها أمام النشاط الدبلوماسي لتمثيلية البوليساريو هناك، حيث استطاعت هذه الأخيرة كسب نوع من التأييد وسط بعض أفراد النخبة السياسية الفرنسية. ووجه السفير المغربي بباريس، في مراسلة موقعة بتاريخ 6 فبراير 2008، تحمل عنوان «نشاط البوليساريو في الجمعية الوطنية الفرنسية»، أي البرلمان الفرنسي، تحذيرا إلى جميع قناصلة المغرب من «التجاوب الذي أبداه فاعلون سياسيون فرنسيون لصالح أطروحة البوليساريو»، داخل دولة تعتبر بالنسبة إلى المغرب قلعته العتيدة للدفاع عن موقفه بخصوص النزاع في الصحراء الغربية. وتقول المراسلات السرية التي نشرتها أول أمس الصحافية الفرنسية كاترين غراسيي، على موقع «بقشيش» الإخباري، إنه «نظرا لنشاط الممثل الجديد للبوليساريو في فرنسا منصور عمر فقد تم تنظيم لقاء إعلامي في المجلس الوطني بحضور أساسي للجمعيات المساندة للبوليساريو»، ويضيف السفير المغربي في رسالته التي من المفروض أنها سرية: «إن اللقاء تم بدعم من النائب عن سان ماريتيم، جون بول لو كوك، المعروف بنشاطه الداعم للبوليساريو». كما أوضح السفير المغربي أن اللقاء يهدف إلى تكوين، على مستوى الجمعية الوطنية الفرنسية، «مجموعة دراسة» حول الصحراء، وهو ما اعتبره «آلية لصالح البوليساريو». ودعا الدبلوماسي المغربي بباريس القناصلة العامين إلى مراسلة نواب البرلمان التابعين لدائرتهم من أجل رفض إنشاء «فريق العمل» الذي يهدف، حسب الرسالة، إلى «مواجهة الجهود التي يقوم بها المغرب لصالح دعم موقفه في نزاع الصحراء»، كما طالبهم بتشجيع النواب على «الدعم العلني لمقترح الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب».