تعتزم الصحفية والكاتبة الفرنسية تريستان بانون رفع دعوى قضائية في فرنسا ضد دومينيك ستروس كانْ بتهمة محاولة الاغتصاب في 2002، تهمة سرعان ما رد عليها الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي برفع دعوى افتراء ضدها. وأعلن دافيد كوبي، محامي الصحافية والكاتبة الفرنسية تريستان بانون، أول أمس الاثنين، أن موكلته، التي تؤكد أن دومينيك ستروس كانْ اعتدى عليها جنسيا في 2002، ستتقدم بشكوى ضد المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي بتهمة محاولة اغتصابها، في خطوة رد عليها ستروس كانْ برفع دعوى افتراء ضدها. وروت الشابة (31 سنة) أنها التقت ستروس كانْ في إطار التحضير لكتاب كانت تريد أن يسرد فيه سياسيون بعض إخفاقاتهم. وتابعت: «اقترحَ أن نلتقي وأعطاني عنوانا لا أعرفه (...). وفور وصولي شغلت جهاز التسجيل، وأراد أن أمسك بيده ليجيب عن السؤال، لأنه قال لي: «لن أتمكن من الرد إذا لم تمسكي بيدي»، ثم بعد اليد أصبح الذراع ثم أراد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وعلى الفور أوقفت المقابلة». ومضت تقول: «لم ينته الأمر جيدا على الإطلاق. وتعاركنا وساءت الأمور كثيرا. ثم تعاركنا على الأرض (...) وبدأت أركل وفك صدريتي وحاول فتح الجينز الذي كنت أرتديه». وتابعت: «عندما كنا نتعارك تفوهت بكلمة اغتصاب ليخاف، لكنه لم يتأثر بتاتا». وقالت في حينها: «ذهبت بعيدا لتحضير الملف والاستعانة بخدمات محام معروف بتوليه هذه القضايا، لكني لم أتجرأ على المضي قدما ورفضت أن أعرف بالفتاة التي واجهت مشكلة مع رجل سياسي». وفي كتابهما «سيكسوس بوليتيكوس» حول الحياة الجنسية للشخصيات السياسية، خصص الصحافيان كريستوف دولوار وكريستوف دوبوا في 2006 فصلا لستروس كانْ وتحدثا عن حالة بانون دون ذكر اسمها. وقال المحامي دافيد كوبي، في مقابلة مع الموقع الإلكتروني لمجلة «الإكسبرس»، إن «موكلتي وأنا أخذنا قرارنا هذا قبل التحول الذي حدث في الأول من يوليوز، أي أن القرار اتخذ في منتصف يونيو». وفي الأول من يوليوز، شهدت الدعوى المرفوعة في الولاياتالمتحدة ضد ستروس كانْ تحوّلا مع إعلان الادعاء العام أن لديه شكوكا في الاتهامات التي وجهتها عاملة التنظيف في فندق «سوفيتيل» النيويوركي إلى المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي بمحاولة اغتصابها. وأضاف المحامي: «لقد أخذت الوقت اللازم لأنني لا أريد أن أستعمل أداة من قبل القضاء الأمريكي»، مشددا على أنه وموكلته لا يريدان «حصول أي ربط بين هاتين القضيتين بأي شكل من الأشكال». وكانت تريستان بانون أكدت، في مقابلة تلفزيونية في فبراير 2007، أنها تعرضت لاعتداء جنسي قبل خمس سنوات من جانب ستروس كانْ، ولكن التلفزيون عمد يومها إلى إخفاء اسم ستروس كانْ بواسطة إشارة صوتية. وحسب القانون الفرنسي، فإن الدعاوى المتعلقة بمحاولة الاغتصاب تسقط بمرور الزمن بعد مضي عشر سنوات على حصول الواقعة، وبالتالي فإن السقوط بالتقادم لا يسري على الدعوى التي ستتقدم بها بانون. وعلى إثر ذلك، كلف ستروس كانْ محامييه برفع دعوى اتهام كاذب وافتراء ضد بانون، كما أعلن محامياه في بيان. وقال المحاميان هنري لوكليرك وفريديريك بوليو، في البيان، إن موكلهما «أخذ علما بنية السيدة تريستان بانون التقدم بشكوى ضده»، ولكنه يؤكد أن الوقائع التي تتحدث عنها «من نسج الخيال»، وبالتالي «تم تكليفهما برفع دعوى ضد السيدة بانون بتهمة الافتراء».