أصيب شخصان وخليفة قائد المقاطعة الثانية إصابات متفاوتة الخطورة، نقلوا على إثرها إلى المستشفى الإقليمي في مدينة الجديدة ومن تم إلى إحدى المصحات الخاصة لتلقي العلاجات، إثر تلقيهم ضربات أثناء المواجهة التي حدثت عشية أول أمس الأحد في ساحة «البرانس» بين نشطاء حركة 20 فبراير وعناصر مناهضة لها، لحظة التقاء المسيرة، التي دعت إليها الحركة في مدينة الجديدة مع عدد من الشباب، الذين كانوا، هم أيضا، في تجمع مجهز بسيارة نقل صغيرة ومكبرات صوت قوية يعبرون من خلالها عن ابتهاجهم بنتائج التصويت على الدستور الجديد ورافعين الأعلام الوطنية وصور الملك محمد السادس. وحسب المعطيات التي حصلت عليها «المساء»، فإن الشخصين المصابين هما من أعضاء حركة 20 من فبراير، حيث أكد شهود عيان أن العنصر الأول أصيب بعد رميه بصندوق فارغ، فيما أصيب الثاني بعد تلقيه ضربة موجعة من شخص مجهول أثناء الاحتكاك الذي وقع بين الطرفين، فيما تلقى خليفة القائد ضربة طائشة بجسم صلب أصيب على إثرها في عينه. ولولا تدخل رجال الأمن وقوات التدخل السريع، الذين شكلوا درعين بشريين فاصلين بين عناصر حركة 20 فبراير وبين العناصر المناهضة لها، لتطورت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه في مدينة الجديدة. وقد استعمل مناهضو الحركة البيض والطماطم والبطاطس وقطع الدلاح... لرمي ناشطي حركة 20 فبراير، الذين شكّلوا، بدورهم، درعا بشريا خاصا بهم، مرددين شعاراتهم، التي نعتوا من خلالها نتائج التصويت على الدستور الجديد ب«المزورة والمفبركة من طرف المخزن». وقد شوهد عناصر الحركة وهم يتلقون ضربات في وجوههم رميا بتلك المواد، دون أن يتحركوا من مكانهم، فيما كانت العناصر المناوئة للحركة، والتي تتزعمها بعض الوجوه المعروفة بانتماءاتها الحزبية وبأنشطتها الجمعوية وكذا الفنية... يتناوبون على الميكروفون، مرددين شعارات تطالب حركة 20 فبراير بالرحيل عن المغاربة وبالكف عن الحديث باسم الشعب المغربي، مستشهدين بنتائج التصويت على الدستور الجديد ومؤكدين أنهم غير مدفوعين من طرف أي جهة، كما رفعت لافتات تشير إلى اندثار حركة 20 فبراير، ووجه بعض المتدخلين من المناهضين لحركة 20 فبراير كل أنواع السب والشتم إلى جماعة العدل والإحسان، بالخصوص ومرشدهم عبد السلام ياسين وابنته نادية ياسين، ناعتين الجماعة بكونها «عميلة للمخابرات الجزائرية» وب«المثيرة للفتنة في البلاد». وفي الوقت الذي كان المناهضون للحركة يوجهون كل أنواع السب لجماعة العدل والإحسان، كانت عناصر حركة 20 فبراير تردد شعارات تطالب بمحاربة الفساد والمفسدين وبالقطع مع الأساليب القديمة للمخزن وتنعت المناهضين لها ب«البلطجية». ولولا قوة الدرع البشري الذي شكلته عناصر قوات التدخل السريع لعاشت مدينة الجديدة ليلة دامية عشية أول أمس الأحد، إذ كان بعض الشباب المحسوبين على المناهضين لحركة 20 فبراير يصرون على أن تتم مواجهتهم مباشرة. وبعد قرابة الساعة من السجال في ساحة «البرانس»، قرر ناشطو حركة 20 فبراير العودة من نفس الطريق التي قدموا منها في شارع «بوشريط»، فيما ابتهج المناهضون لحركة 20 فبراير، معتبرين تراجع عناصر الحركة «انتصارا» لهم، حيث دعاهم أحد المتدخلين إلى الاحتفال أمام المسرح البلدي، حيث كانت تنظم سهرة فنية.