علمت «المساء»، من مصادر مقربة، أنه من المرتقَب أن تبدأ، في الأسبوع المقبل، أولى جلسات الاستئناف في قضية ما أصبح يعرف ب«فاضح الفساد في سوق الجملة والخضر في الدارالبيضاء»، التاجر مراد الكرطومي، المحكوم عليه بالسجن خمسة أشهر نافذة وبغرامة مالية قدرها 2000 من أجل تهمة السب والقذف وإهانة هيأة منظمة وإهانة موظف. وقد جاء سجن مراد الكرطومي، الذي فضح ملفات «فساد كبيرة» في سوق الجملة في الدارالبيضاء بعد شكاية تقدم بها ضده قاضي التحقيق نور الدين داحين، بعد أن اتهم مراد الكرطومي بالسب والقذف، فيما تحكي المصادر ذاتها أن الأخير ذهب عند القاضي لاستفساره عن مصير الشكايات التي تقدَّم بها إلى الوكيل العام للملك، دون أن يتم البت فيها. واعتبرت المصادر نفسها أن هذه القضية يشوبها نوع من «الغموض» ف«عوض أن تفتح النيابة العامة تحقيقا مع الأسماء التي ذُكِرت في هذا الملف، قررت اعتقال الشخص الذي أشار بأصبعه إليها». وقد أوضح المحامي طارق السباعي، رئيس هيأة حماية المال العام، الذي تولى الدفاع عن مراد الكرطومي، لكونه عضوا في نفس الهيأة، أن الأخيرة تدارست موضوع الاعتقال وقررت القيام بمساعي للصلح لدى قاضي التحقيق، نور الدين داحين، «حيث تقدمنا باعتذار في الموضوع، كما قمنا بزيارة للوكيل العام للملك والهيأة القضائية، التي تبُتّ في الملف وشرحنا لها موقف مراد الكرطومي، باعتباره فاضحا للفساد، وتمنينا أن يطلق سراحه، لكنْ تفاجأنا بصدور الحكم بخمسة أشهر نافذة ضده»، لهذا يضيف المتحدث، «بادرتُ، كدفاع، إلى استئناف الحكم، مطالبا بإطلاق سراح الكرطومي، اعتبارا لتقديمه الاعتذار للهيأة القضائية ولنور الدين داحين». وأكد طارق السباعي أن ردة فعل الكرطومي جاءت بعد أن طالت مدة التحقيق في «الاختلالات» التي يعرفها سوق الجملة للخضر والفواكه في الدارالبيضاء وأضاف، في تصريح ل»المساء»، أن الكرطومي باعتباره أول مبلغ عن «الفساد»، الذي عرفه هذا السوق أصبح يتعرض لمضايقات وتهديدات من طرف المتورطين في الملف، الشيء الذي كوّن لديه قناعة أن الملف عليه أن يذهب إلى أبعد مدى بمحاكمة ومتابعة المتورطين، فكان أن أصيب بنوبة عصبية أفقدته صوابه، وهو السبب الذي، يضيف طارق السباعي، جعل قاضي التحقيق يتقدم بشكاية ضده. ترك مراد الكرطومي، الذي يقضي عقوبته الحبسية في سجن «عكاشة» في عين السبع في الدارالبيضاء، وراءه ابنتين من طليقته الأولى، إحداهما مكفوفة، وزوجة حاملا. وقد كشف مصدر مقرب أن أسرته تعاني الويلات بسبب هذا الاعتقال ولا تجد من يتكلف بمصاريفها. يشار إلى أن مراد الكرطومي لجأ في حربه لفضح «الاختلالات» التي يعرفها سوق الجملة والخضر في الدارالبيضاء إلى عدة أساليب للتسريع من وتيرة البت في الملف التي يتابَع فيه مجموعة من المتهمين، من ضمنهم موظفون ومنتخَبون... حيث يقول مصدر مقرب إن عدد الشكايات التي تقدم بها سواء تعلق الأمر بالاختلالات التي يعرفها السوق أو بشأن تأخير البت في الملف بلغ حوالي 200 شكاية، كما أنه لتسريع البت في الملف عمد إلى الدخول في إضراب عن الطعام وحاول إضرام النار في نفسه، للفت انتباه الجهات المسؤولة إلى التأخر في التحقيق.