هدد أربعة معطلين من الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب -فرع الجديدة أزمور بالانتحار، بعد أن صعدوا إلى سطح بناية بلدية الجديدة في حدود الساعة الثامنة والنصف من ليلة الثلاثاء الماضي وعلّقوا فوقها لافتة تحمل اسم الجمعية التي ينتمون إليها، فيما ظل باقي أعضاء الجمعية في الأسفل يهددون بحرق أجسادهم، عبر التلويح بقنينات «الدوليو». وحسب ما عاينته «المساء»، فإن هذه الخطوة التصعيدية المفاجئة للمعطلين في الجديدة استنفرت كافة أجهزة الأمن وكبار المسؤولين في المدينة، الذين حاولوا، بشتى الطرق، إقناع المعطلين الأربعة بالنزول من على سطح بناية البلدية، وهو الأمر الذي رفضه المعطلون، مطالبين بفتح حوار فوري مع المسؤولين في عمالة الجديدة حول ملف التشغيل في المدينة ومهددين بعدم النزول إلا بشرط توقيع وعد كتابي من مصالح العمالة بتشغيلهم. ولم يُنهِ المعطلون هذا المشهد الدرامي إلا في حدود منتصف الليل بعد تلقيهم وعودا جدية من طرف مسؤولي الاستعلامات العامة في مصالح العمالة بفتح الحوار معهم. كما عاينت «المساء» متابعة أعضاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هذا الحادث وتوافد بعض أعضاء حركة 20 فبراير في الجديدة لمتابعة هذه الخطوة التصعيدية التي أقدم عليها المعطلون في غفلة من حراس بناية بلدية الجديدة، والتي شدّت أنظار المارين من أمام بلدية الجديدة. وكان المعطلون أنفسهم قد اقتحموا مقر الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، المجاورة لمقر بلدية الجديدة، في صبيحة نفس اليوم، تزامنا مع انعقاد دورة استثنائية للمجلس البلدي للجديدة، والتي حضرها عامل الإقليم. وقد قام المعطلون خلال هذه الخطوة التصعيدية باحتلال بناية الوكالة لقرابة الساعة، رددوا خلالها شعارات تطالب بتشغيلهم وتستنكر عدم إقدام أي مسؤول على فتح حوار معهم حول قضيتهم. ورغم تدخل مدير الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل، الذي حاول إقناع المعطلين ببعض المقترحات حول ملفهم، فإن المعطلين اعتبروا تلك المقترحات لا ترقى إلى مستوى شهاداتهم وتطلعاتهم، رغم أنهم عبّروا عن أخذها بعين الاعتبار. وقد «شل» المعطلون كذلك أهم شوارع مدينة الجديدة لعدة دقائق، بعد احتلالها وتنظيم حلقيات احتجاجية وسطها، لكنْ دون أن يُسجَّل أي تدخل أمني ضدهم في كل هذه الخطوات الاحتجاجية التي أقدموا عليها. وكان معطلو مدينتي الجديدة وأزمور قد نظموا مجموعة من المحطات الاحتجاجية «الماراطونية» في أهم ساحات مدينة الجديدة وكذا أمام باب عمالة إقليمالمدينة ذاتها، حتى باتت احتجاجاتهم «مألوفة» و»معتادة» في أهم ساحاتها لدى سكان المدينة. ويصر المعطلون على لقاء المسؤول الأول عن الإقليم والحوار معه حول ملفهم المطلبي، وهو اللقاء الذي ما زال لم يُكتَب له أن ينعقد. وكان عامل الإقليم قد صرح، خلال لقاء له بممثلي وسائل الإعلام في المدينة، أنه ليس لديه ما يقوله للمعطلين حول ملف التشغيل ولا يمكنه لقاؤهم دون أن يكون لديه ما يقدمه لهم. كما أكد، خلال نفس اللقاء، أنه لم يسجل عليه ولا على سلطات الجديدة أي تدخل ضدهم، رغم الخطوات التصعيدية التي يقومون بها من حين إلى آخر، والتي تبلغ حد «قطع» الشوارع الرئيسية في المدينة و»احتلال» الساحات المهمة فيها. وتمنى المعطلون أن ينهي الحوار المرتقَب إجراؤه مع مصالح العمالة مسلسل احتجاجات المعطلين، التي طال بها الأمد لشهور في مدينة الجديدة.