يعيش سكان الجماعة القروية في ملوسة، بعمالة فحص أنجرة بطنجة، وضعا صحيا مترديا بسبب ما يعيشه المستوصف الوحيد في الجماعة، والموجود «خارج التغطية» باستمرار. ويقول السكان إن هذا المستوصف تحول إلى مجرد ديكور، بعد أن استفحل غياب الطبيب، الذي يوجد «دائما في اجتماع»، مع أن هذه الاجتماعات، حسبما يقول السكان، مجرد ذريعة للغياب. وكانت حالات عرفتها الجماعة مؤخرا كشفت عن الوضع الصحي المتردي في هذه الجماعة القروية، من بينها وفاة شاب في الثامنة عشرة من عمره، بسبب غياب الإسعافات وعدم وجود طبيب في المستشفى يشخص بجد حالة الشاب، حيث اضطر أهله إلى حمله إلى مستشفى محمد الخامس بطنجة، على مسافة تزيد على 30 كيلومترا من منزله، وهو ما جعل حالته الصحية تستفحل بسرعة حيث فارق الحياة وهو داخل سيارة. وكان هذا الشاب أصيب بنزلة برد، تحولت إلى حالة حادة وصار يتقيأ الدم، ويقول السكان إنه على الرغم من لجوئه إلى هذا المستشفى، فإن لا أحد اعتنى به، مما كلفه حياته. ومؤخرا عرفت المنطقة حالات أخرى للدغات سامة أو إصابات مختلفة، حيث كان المصابون يتوجهون إلى مستشفى الجماعة، وكان الرد المعتاد هو أن الطبيب في اجتماع، رغم أن هذا الأخير يتوفر على سكن وظيفي قرب المستوصف. وكان السكان وجهوا غير ما مرة شكايات إلى الجهات المعنية، بما فيها مندوبية الصحة بعمالة فحص أنجرة، غير أن أوضاع المستوصف ظلت على حالها، واستمر ما يسميه السكان «التسيب» على حاله. ويقول سكان جماعة ملوسة إن رئيس الجماعة القروية ملوسة، محمد الشاط، سبق أن تلقى شكاوى حول هذا الموضوع من السكان، غير أنه لم يحرك ساكنا. وحسب شكاوى السكان، فإن سيارة الإسعاف التي تتوفر عليها الجماعة، يتم تسخيرها بطريقة لا علاقة لها بالمصلحة العامة، ويستعملها أقاربه وأصدقاؤه أكثر مما هي في خدمة السكان.