يعيش صناع الدراما وضعا صعبا، وتحديدا المنتجون، الذين فشلوا في تسويق أعمالهم خلال شهر رمضان الماضي ، بسبب ازدحام الخريطة الدرامية بنحو 36 مسلسلات مصرياً، إضافة إلى نحو 32 مسلسلاً سورياً، فضلاً على حوالي 12 مسلسلاً خليجياً. فرغم أن الثورة المصرية أدت إلى توقف الإنتاج بنسبة %80 مقارنة بالعام الماضي، فإنها ساهمت في توسيع مجال التسويق أمام تلك الأعمال، التي تسابقت القنوات الفضائية لشرائها، حسب ما أورد تقرير «العربية». حتى ال25 من شهر يناير الماضي، كان متوقعاً أن تواجه تلك الأعمال التي لم تُعرَض في السنة الماضية منافسة «شرسة» من الأعمال الجديدة، لاسيما بعد أن شهدت صناعة الدراما انتعاشة غير مسبوقة استُثمِرت مئات الملايين من الجنيهات، مما شجع نجوم السينما، الذين كانوا ينظرون إلى التلفيزيون ب»تعالٍ» وتكبر، على «الهجرة» إليه، طمعاً في ملايينه، حيث تراوحت أجور نجوم الدراما ما بين 3 و12 مليون جنيه، ولكنْ تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث اندلعت الثورة المصرية وأطاحت بأحلام المنتجين والنجوم في كسب ملايين الجنيهات من خزائن القنوات الخاصة أو التلفزيون الرسمي، ولم يبق في السوق سوى المسلسلات «القديمة»، تلك التي تم تصويرها خلال العام الماضي، وهي مسلسلات يمكن وصفها بأنها «بايْتة». تضم قائمة المسلسلات القديمة عدة مسلسلات لفنانين كبار، يأتي على رأسها مسلسل «الدالي -الجزء الثالث»، بطولة نور الشريف، سوسن بدر، وفاء عامر، حسن الرداد، آيتن عامر ومي نور الشريف ومن تأليف وليد يوسف وإخراج يوسف شرف الدين وإنتاج محمد فوزي. وتدور أحداثه في مصر في الفترة الممتدة من 1985 إلى 1992، وتتمحور حول انتشار جرائم غسيل الأموال والفساد، الذي يقوم به رجال الأعمال. وكان من المقرر أن يشارك الشريف في رمضان الحالي بعمل آخر هو «بين الشوطين»، إلا أن الشركة المنتجة قررت تأجيله إلى حين استقرار الأوضاع في مصر. «هز الهلال يا سيد» من الأعمال التي فشلت في الحصول على موضع قدم لها في شهر رمضان الماضي، لكنه سيحصل على حقه في العرض في رمضان المقبل، وهو من بطولة ممدوح عبد العليم، نرمين الفقي، سلوى خطاب، زيزي البدراوي، وتأليف محمد جلال عبد القوي وإخراج أحمد صقر وإنتاج داليا صابر. واجه مسلسل «رجل لهذا الزمان»، بدوره، مشكلة في التسويق في العام الماضي، ويعرض في رمضان المقبل، وهو من بطولة هنّا شيحة، أحمد شاكر، أحمد خليل ومنال سلامة ومن تأليف محمد السيد عيد ومن إخراج إنعام محمد على وإنتاج مدينة الإنتاج الإعلامي. وتروي أحداث المسلسل سيرة عالم الفيزياء النووية، المصري الدكتور مصطفى مشرفة، الذي اغتالته إسرائيل، ويتطرق إلى الأجواء السياسية التي تزامنت مع الفترة التي عاش فيه، منذ ولادته في يوليوز 1898 إلى 15 يناير 1950. رغم الانتهاء من تصوير مسلسل «عابد كرمان»، قبل شهر رمضان الماضي، فإنه واجه مشاكل مع جهاز المخابرات المصري، بسبب الإشارة، في «تيتر» المقدمة، إلى أنه قصة حقيقية من وحي ملفات المخابرات، في حين أنه مأخوذ عن رواية أدبية. ويجسد دورَ البطولة فيه السوري تيم الحسن والمصرية ريم البارودي، بمشاركة كل من حسام شعبان، عبد الرحمن أبو زهرة، فادية عبد الغني، إبراهيم يسري، محمد وفيق، ميرنا المهندس، محمد عبد الحافظ، ألفت إمام، نبيل نور الدين وأحمد حلاوة، ومن تأليف بشير الديك وإخراج نادر جلال ومن إنتاج شركة «كينغ توت». تدور أحداث «عابد كرمان» حول شخصية الشاب الإسرائيلي «عابد كرمان»، الذي تمكّنت المخابرات المصرية من تجنيده، واستطاع التقرب من «جيورا زايد»، نائب مدير جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشاباك» في حيفا، وأغدق عليه الهدايا الغالية، من ملابس وخمور فاخرة، مما مكّنه من تكوين شبكة تجسس عربية تغلغلت إلى أعماق المجتمع الإسرائيلي، وتمكّنت من الحصول على خرائط خط بارليف، الذي تم تدميره في حرب 6 أكتوبر 1973. ويواجه المسلسل العديد من المشاكل الَّتي تهدد بوقف تصويره وبعدم عرضه في رمضان المقبل، بسبب تسليطه الضوء على الصراع بين المخابرات المصرية والإسرائيلية. بدأ تصويره «مكتوب على الجبين» بعد انتهاء شهر رمضان الماضي مباشرة، وقد كان مقرراً عرضه في شهر نونبر الماضي، لكن الشركة المنتجة فشلت في تسويقه، فقررت تأجيله إلى رمضان القادم. ويلعب دورَ البطولة فيه حسين فهمي وتشارك فيه دلال عبد العزيز ومحمود الجندي. ويشهد هذا المسلسل أول ظهور للأردنية مي سليم كممثلة، حيث تجسد شخصية «نسمة»، ابنة وهدان حسين فهمى، وهى فتاة ريفية بسيطة تعيش مع والدهان الذي حاول إجبارها على الزواج من ابن عمها، لكنها ترفض وتهرب من القرية، لتتزوج بالشخص الذي تحبه. والمسلسل قصة وإخراج حسين عمارة وسيناريو وحوار محمد الحموي.