نجح المنتخب الوطني الأولمبي في حجز بطاقة المرور إلى الدوري المصغر (البلاي أوف) من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى أولمبياد لندن 2012، بعد تحقيقه للتعادل ضد المنتخب الكونغولي بنتيجة هدف لمثله، أول أمس السبت، بملعب مارتيز بكينشاسا، ليحقق المنتخب الأولمبي المعجزة، بعدما أجمع الجميع على أن حظوظ المنتخب الوطني في تخطي المنتخب الوطني الكونغولي أشبه بالمهمة المستحلية، في ظل نتيجة مباراة الذهاب، التي انتهت بتفوق العناصر الوطنية بهدفين مقابل هدف واحد، هذا إلى جانب الأداء المهم الذي أبان عنه الكونغوليون في مباراة الذهاب. ومنذ بداية المباراة ظهر لاعبو المنتخب الوطني بوجه قوي أكد بالملموس أن الناخب الوطني ذهب إلى الكونغو من أجل العودة بنتيجة الفوز وليس من أجل التعادل السلبي، إذ أظهرت العناصر الوطنية قتالية كبيرة في الملعب، متغلبة على الإرهاق جراء رحلة سفر طويلة، ورطوبة عالية لم يتعود عليها لاعبو المنتخب الوطني، وهو ما أثر على بعض اللاعبين الذين ظهروا بصورة ضعيفة في المباراة، حتى إن الجمهور المغربي بات يطالب هؤلاء بالرحيل وشبههم بالمحترفين الأشباح. وأظهر شريط المباراة أن العناصر الوطنية كانت قريبة في أوقات عديدة من المباراة من تسجيل هدف السبق، خاصة عبر المهاجم ياسين القاسمي، الذي أبان عن قتالية كبيرة في الملعب، شأنه في ذلك شأن قائد الدفاع محمد ابرهون، وزهير فضال والحارس ياسين الخروبي، ولولاهم لكانت النتيجة المسجلة عكس ما انتهت به. وشفعت التغييرات التي أقدم عليها الناخب الوطني مع بداية الشوط الثاني، في نيله العلامة الكاملة بالرغم من الانتقادات العديدة التي توجه إليه بداعي تهميشه لمجموعة من اللاعبين لسبب من الأسباب، وطريقة مخاطبته للاعبي الدوري المحلي في مجموعة من المعسكرات الإعدادية. حيث ساهم إشراكه لكل من اللاعبين المحليين زكرياء حدراف، وعبد الرزاق حمد الله في قلب موازين المباراة، والقيام بضغط كبير على معترك الكونغوليين، الذين بدؤوا الشوط الثاني بتفوق صغير عبر هدف المهاجم كيندا في حدود الدقيقة ال60، واستثمر فيرييك إقحامه لمهاجم اولمبيك آسفي عبد الرزاق حمد الله، الذي أجبر مدافعي الكونغو على الاستمرار في الدفاع دون مساندة الهجوم، وينحو منحى إيجابيا في خط الهجوم، ويسجل هدف الخلاص وهدف التأهل إلى دوري البلاي أوف في الدقيقة ال88 من عمر المباراة. ليبارك الله حمد الله، الذي أخرج فيربيك من عنق الزجاجة، بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من أن تطاله الإقالة. وبالرغم من الصعوبات التي عانت منها العناصر الوطنية (الرطوبة والإرهاق ونوع الكرات) فإن أمرا آخر لعب بالإيجاب لصالح العناصر الوطنية في تحقيق هذا التأهل، يبقى أبرزها، غياب لاعبين يوصفان بكونهما أقوى ركيزتين في المنتخب الكونغولي، ويتعلق الأمر بكل من بوبو إينغاندا، وتيسيلي بازولا، اللذين فرض عليهما خوض مباراة مصيرية بالنسبة إلى فريقهما موتيما بيمبي ضد فريق من تنزانيا بالملعب نفسه، أمس الأحد، برسم إياب الدور ما قبل المجموعات من منافسات كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وهو ما حال دون مشاركتهما، ودون حضور عدد كبير من الجمهور الذي جند بالكامل لتشجيع موتيما بيمبي، بدل المنتخب الكونغولي الأولمبي.
وتقام المرحلة الأخيرة من التصفيات على شكل بطولة مصغرة، مقررة شهر دجنبر المقبل تجمع ثمانية منتخبات يستضيفها بلد إفريقي يحدده الاتحاد الإفريقي (كاف) لاحقاً، على أن تتأهل المنتخبات الثلاثة الأولى مباشرة إلى الأولمبياد، فيما يلعب صاحب المركز الرابع مباراة فاصلة أمام منتخب من آسيا في العاصمة البريطانية لندن.