سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الخليفة يدعو أصدقاء الملك إلى الانسحاب من السياسة ويعلن أن إسلامية الدولة غير قابلة للمراجعة حذر من الفتنة اللغوية وقال إن حزب الاستقلال سيرفض ترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور المرتقب
دعا امحمد الخليفة، الوزير السابق والقيادي في حزب الاستقلال، من وصفهم ب«أصدقاء الملك» إلى الانسحاب من الساحة السياسية، في إشارة إلى فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، وقال الخليفة، الذي كلف بإعداد مذكرة الحزب حول الإصلاح الدستوري، موجها خطابه إلى أصدقاء الملك، في حلقة أول أمس من برنامج «حوار» بالقناة الأولى، «إنه يكفيهم شرفا أن يكونوا أصدقاء للملك». واعتبر الخليفة وجود الحزب «الأغلبي»، أي الأصالة والمعاصرة، في الانتخابات المقبلة ظاهرة غير صحية، متسائلا في الوقت نفسه كيف أن هذا الحزب يضم أشخاصا كانوا في وقت من الأوقات ضد الديمقراطية قبل أن يصبحوا بشكل مفاجئ في خندق واحد مع مناضلين من اليسار قضوا سنوات طويلة في السجون. وحسب الخليفة فإن وجود حزب «أغلبي» بالمغرب لا يبشر بالخير، والحل بالنسبة إليه هو انسحاب هؤلاء الأشخاص الذين كانوا ضد الديمقراطية من الحياة السياسية اقتداء بما فعله مؤسس الحزب فؤاد عالي الهمة. واعتبر الخليفة أن الأصالة والمعاصرة فقد كل شروط الاستمرار في الحياة السياسية، غير أنه أعلن رفضه لخيار حل هذا الحزب. من جانب آخر، رفض محمد الخليفة، أي مساس بالتنصيص على المرجعية الإسلامية للمغرب في الدستور الجديد، واعتبر أن تبني غير ذلك يعد انتحارا ومن شأنه خلق غليان في المجتمع المغربي. وأشار الخليفة إلى أن المرجعية الإسلامية محسومة لعدة اعتبارات، أولها أن الدستور الحالي ينص في بعض مواده على أن الإسلام والملكية لا يمكن مراجعتهما، ولا يمكن لأي لجنة أن تعدلهما، وثاني الاعتبارات أن مسألة إسلامية المغرب اعتبرها الملك محمد السادس من الثوابت في خطابه في التاسع من مارس الماضي، إلى جانب أن كل الأحزاب المغربية لها مرجعية دينية وفق ما قاله الملك محمد السادس في حوار مع يومية «إلباييس» الإسبانية قبل سنوات قليلة. ومن جهة أخرى، حذر امحمد الخليفة من دسترة الأمازيغة كلغة رسمية، معتبرا أن هذا الترسيم هو طمس للهوية المغربية. وقال إن حزبه سيعارض هذه القضية لأن ذلك في نظره سيقود إلى فتنة. وقال الخليفة إن اللهجات الأمازيغية الثلاث (تمازيغت، تاريفيت، تشلحيت) لها خصوصياتها وينبغي أن تراعى، مشددا على أن استبدال هذه اللهجات الأمازيغية بلغة معيارية لا يعرفها الأمازيغ سوف يدخل المغاربة في فتنة. وأشار الخليفة إلى أن اللغة المعيارية الأمازيغية اختلقها الفرنسي كالون قبل خمسين سنة، وقال في تعليق، رافضا خيار ترسيم الأمازيغية في الدستور المرتقب «فمن كان يحب الوطن فالوطن حي لا يموت، ومن كان يحب كالون وزوجته، فقد ماتت زوجته مؤخرا». واعتبر الخليفة أنه بدسترة الأمازيغية سيتم ظلم الثقافة الأمازيغية واللغة ذاتها وقال في هذا السياق «لا أعتقد أن رجلا عاقلا يمكن أن يتبنى دسترة الأمازيغية كلغة رسمية». وفي موضوع آخر، شبه الخليفة حركة 20 فبراير بحركة 1944، التي وقعت وثيقة المطالبة بالاستقلال، ودعا إلى عدم التقليل من أفكار شبابها، إذ أنهم بمجرد ما أحسوا أن أطرافا- دون أن يسميها- تحاول أن تحتويهم قطعوا عليها الطريق، وطالبهم بتهييء أنفسهم للمستحقات المقبلة. وبعدما اعتبر الخليفة أنه من واجب الدولة أن تحمي حركة 20 فبراير، حذر من نهج أسلوب الفوضى والعنف واستغلال الشباب من طرف أي جهة كانت. في موضوع الملكية البرلمانية، قال الخليفة: نحن مع الملك بلا حدود، معتبرا أن الملكية بالمغرب ليست رمزية. وأضاف «نظن أنه مازال للملكية دور في العملية السياسية، لا يمكن أن نقول إننا نطالب بالملكية البرلمانية، وحينما نقف على الواقع نجد أن هناك دورا قويا للملكية، لهذا نحن في حزب الاستقلال نقول بالملكية المتوازنة مع الحقوق التي تمنح للبرلمان، يجب أن نقر بأن للملك دورا فعالا في العملية السياسية، وإذا ما أخذنا الوقت سنمنح الأنظمة العربية النموذج للخروج من مشاكلها».