قال امحمد الخليفة، القيادي في حزب الإستقلال، إنه لا يتصور أن يعرض جلالة الملك محمد السادس على المغاربة دستورا لا ينص على أن الدولة المغربية دولة إسلامية، وأضاف في برنامج «حوار» يوم الثلاثاء 14 يونيو 2011، أن المادة 6 من الدستور الحالي تنص على الإسلام هو دين الدولة، مشيرا إلى أنه ليس من حق اللجنة المكلفة بمراجعة الدستور أو غيرها أن تمسّ بهذا المبدأ، لأنه حينها تجر المغاربة إلى ما لا تُحمد عقباه. وتحفظ الخليفة على كلمة تسريب في وصف ما تروّجه بعض وسائل الإعلام بخصوص بعض بنود الدستور التي أثارت ردة فعل حزبية ومدنية، من قبيل الحديث عن «المغرب بلد مسلم» بدل مبدأ «المملكة المغربية دولة إسلامية». أو التنصيص على حرية المعتقد، وكذا على إضافة الرافد العبري للهوية المغربية، وغيرها من البنود التي تزعزع الهوية المغربية وتنزع عنها أية مرجعية موحدة. وقال الخليفة إن خطاب 9 مارس حينما تحدث عن الثوابت الوطنية التي عليها إجماع، ذكر الدين الإسلامي في المقدمة منها، وأشار إلى حوار للملك محمد السادس مع «البايس» الإسبانية سنة 2004 يقول فيه إن المغرب ليس بلدا علمانيا. وأكد الخليفة بناء على ذلك أن أي وثيقة للدستور لا تتضمن أن دين الدولة هو الإسلام ستثير الغليان في صفوف المغاربة. وأوضح الخليفة قائلا أنا أنزّه اللجنة الملكية لمراجعة الدستور عن الإتيان بمثل هذا، معتبرا أي تضمين يمس بالدين الإسلامي في مسودة الدستور إنما هو انتحار. وحذر الخليفة من التسرع، وقال إن جلالة الملك أعطى توجيهاته لمستشاره المعتصم لتسليم وثيقة الدستور إلى الأحزاب، واعتبر أن ما فعله الملك قبل أن يعرض مضامين الوثيقة على الشعب المغربي إنما هو تدارك للأمر، وأضاف قائلا:» كل تسرع سينسف كل ما بدأناه ويقضي على الآمال التي بدأت مع 9 مارس». وبخصوص موقف حزبه من الأمازيغية قال الخليفة إن الأمازيغية يجب أن تدستر وطنيا، وقال إن حزب الاستقلال لن يسمح بطمس الهوية الوطنية للمغاربة، باسم لغة معيارية لا أساس لها في الواقع، ووصفها ب»لغة غير موجودة تريد قبر تاريخ وهوية وتنوع الشعب المغربي». واعتبر ما يحدث على هذا الصعيد أكبر من فتنة لغوية، بل هو مقدمة «لتشتيت المغرب»، وأوضح أن الشعب المغرب متداخل ومختلط ومسلم، وإذا تمت دسترة الأمازيغية كلغة رسمية ستقع حرب من اليوم الأول لا سابق لها. وقال إن الذين يسعون إلى دسترة الأمازيغية لغة رسمية، يظلمون الأمازيغية كما تُظلم العربية في هذا البلد. وتطرق الخليفة إلى ما أسماه بمعضلة الحزب الأغلبي، وأكد أنه لم يكن يتوقع أن يكون في عهد محمد السادس حزب أغلبي، وأضاف أن أصدقاء الملك في الدراسة تكفيهم المنزلة التي هم فيها. وقال إنه بابتعاد مؤسسه فؤاد عالي الهمة يكون هذا الحزب قد فقد كل ما كان يعتمد عليه، ودعا من وصفهم بمناضلي اليسار بالحزب نفسه، والذين قضوا سنوات في السجن من أجل الديمقراطية أن يبحثوا لأنفسهم عن حلّ، بدل أن يبقوا مع من قضوا حياتهم يعملون ضد الديمقراطية.