تحولت ندوة انتخابات 2009 غدا إلى إدانة لحزب الأصالة والمعاصرة الذي كان وراء تأسيسه فؤاد علي الهمّة، كما عرفت مشادات وسجالات بين الأمين العام للأصالة والمعاصرة حسن بنعدي وعبد الإله بنكيران الأمين العام للعدالة والتنمية، وكذا بين بنعدي وامحمد الخليفة عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وجهت خلالها انتقادات لاذعة للأصالة والمعاصرة الذي اعتبر بمثابة الحزب الذي وُجد ليكون حزبا أولا، ودلّت على ذلك طريقته في التحضير للانتخابات الجزئية في مراكش وآسفي، حيث تمت الإشارة إلى تدخلات من جهات محددة لصالحه. فالقيادي امحمد الخليفة استغرب كيف أن الذين كانوا وراء ولد العروسية(الاتحاد الدستوري) الذي ألغي فوزه بقرار من المجلس الدستوري، هم الذين يقفون اليوم وراء الحبيب بلكوش مرشح الأصالة والمعاصرة في الدائرة الانتخابية نفسها، واعتبر الخليفة أن هذه الممارسات تشير إلى أدوات استعملتها أحزاب إدارية، مؤكدا أن الأصالة والمعاصرة سيجد نفسه مدانا من قبل جميع الأحزاب الديمقراطية في حال استعمل أدوات الحزب الأغلبي، ولما سئل الخليفة عن معنى الحزب الأغلبي، أوضح أنه الحزب الذي وُجد ليكون الحزب الأول، متنبئا بأن 2009 ستكون نسخة ل.2007 الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران من جهته، اعتبر أن حزبه له كامل الثقة في نفسه، غير أن ما يخيفه هو تحيز أجهزة الإدارة لحزب الأصالة والمعاصرة ضد الأحزاب الأخرى، واعتبر بنكيران ما قاله عبد الله القادري نائب الأمين العام للأصالة والمعاصرة، بأن فؤاد علي الهمّة يعمل بتوجيهات ملكية، أمر غير مقبول، وقال في السياسة لا يمكن القبول بهذا، وأرفض أن يصرف الهمة أي تصور سياسي باسم الملك، مشددا على أن هذا الأخير يجب التعامل معه كفاعل سياسي فقط، لأنه إذا أصبح للملك حزب سياسي فسيكون حينها مشكل سياسي في المغرب، واعتبر في تدخله أن حصول تدخل للإدارة في مرحلة ما قبل 1996 كان مفهوما بالنظر للصراع السياسي حول الحكم بين الملك الراحل وأحزاب المعارضة السابقة، وآضاف أنه في حالة مرور انتخابات 2007 بشكل نزيه وشفاف لكان الحزب قد حصل على الرتبة الأولى، وأكد على حاجتنا اليوم إلى إصلاح سياسي ودستوري عميق في إطار التوافق مع الملك، ودعا إلى قول الحقيقة بخصوص الجزائر التي شهدت انقلابا علي الديموقراطية من قبل الجيش، ردا على حسن بنعدي الذي أثار موضوع الحرب الأهلية في الجزائر ورد مسؤليتها إلى الإسلاميين هناك كما اعتبر بن كيران أن الحزب سيكون سعيدا بالتحالف مع الاتحاد الاشتركي لمصلحة البلد. أما محمد الساسي، والذي قدم بصفتها كمحلل سياسي، فقد اعتبر خطاب الأصالة والمعاصرة ليس جديدا، وسبق إليه غيره، مشيرا إلى أن خطاب القرب والتوجه نحو الجهوية غرضه استثناء الأسئلة الوطنية، حول الإصلاح الدستوري والسياسي والصحراء، من جهة أخرى اعتبر الساسي أن حزب العدالة والتنمية يبقى أحسن حزب تحديثي اليوم في المغرب، مشيدا بالتجربة الديمقراطية التي قدمها في مؤتمره الأخير. الخليفة قال عن مرشح الأصالة والمعاصرة الحبيب بلكوش إنه منذ طفولته وهو يرى أن النظام القائم لا يعني له شيئا، واليوم، يقول الخليفة، عاد له وعيه، وأصبح فاعلا سياسيا، وهذا جيد، يقول الخليفة، الذي قوبل كلامه بضحك القاعة، وكانت تطورات التحالفات والدعم الانتخابي لحزب الهمة في مراكش قد أثارات انتقادات حول حقيقة المشروع ومدى مصداقيته.