لم يمرَّ البيان الذي وزعه حزب الأصالة والمعاصرة في الفقيهبن صالح في الأسبوع الماضي، بشكل عادي، فقد كان تأثيره على تنظيم الحزب أقوى من تأثيره على الرأي العام المحلي، حيث كانت أولى نتائجه استقالات وسط حزب الأصالة والمعاصرة احتجاجا على إصدار البيان دون استشارة أعضاء الحزب ودون الرجوع إلى «القواعد». وكان حزب الأصالة والمعاصرة، «الحليف الرئيسي» لمحمد مبديع، رئيس المجلس البلدي والنائب البرلماني للمدينة، المنتمي إلى حزب الحركة الشعبية، قد أعلن، قبل أسبوع، في بيان وزعه على الرأي العام يتّهم فيه حليفه السابق محمد مبديع بابتزاز المستثمرين وبالاستفراد بالقرارات، قرار المكتب المحلي بتجميد عمل الفريق داخل المجلس البلدي، وهو القرار الذي استغربه أعضاء في الحزب في الفقيه بنصالح، خاصة أنه فُرِض عليهم في وقت سابق، ما اعتبروه «قتلا» للحزب في بدايته بالتحالف مع رئيس المجلس البلدي والتخلي عن تحالف يضم جميع قوى المعارضة، التي توحدت ضد رئيس المجلس البلدي، قبل أن يفاجئ الأمين المحلي المستشارين بقرار التحالف مع قريبه، بمبرر «الالتزام بقرار مركزي للحزب بالتحالف مع محمد مبديع». وكشفت المحامية لطيفة مورتاقي، الكاتبة المحلية، في نص استقالتها، الذي وجهته لكل من الأمين الجهوي والأمين العام للحزب، وتوصلت «المساء» بنسخة منه، أنها رغم صفتها التنظيمية ورغم عضويتها في المجلس البلدي، لم يتم استدعاؤها إلى اجتماع المكتب المحلي كما لم يتم إعلامها بالقرار. واستغربت المحامية مورتاقي ما تم نشره في جريدة وطنية بالحديث عن خمسة أعضاء داخل المجلس البلدي، بينما تؤكد حقيقة الأمور بقاء ثلاثة أعضاء فقط ينتمون إلى الحزب، بعد قرار العضو فهر الناصري الالتحاق، مباشرة بعد الانتخابات، بحزب الاتحاد الاشتراكي، احتجاجا على التحالف مع رئيس المجلس البلدي محمد مبديع وابتعاد محمد شكدال عن الحزب بعد «الحرب» الشّرِسة التي شنّها عليه الأمين المحلي للحزب. وعددت المحامية مورتاقي أسباب استقالتها من حزب الأصالة والمعاصرة، التي كشفت حالة الفوضى التنظيمية والانفراد بالقرارات من طرف الأمين المحلي والتناقض في المواقف للأمين المحلي، «الذي كانت قراراته هشة وغير مبررة وانفرادية، فقد كان يتخذ قرارا بعدم التصويت على الحساب الإداري أو أي نقطة مدرجة في جدول الإعمال في الليل، ويؤكد على ذلك ويحدثنا عن انتظارات الساكنة لنفاجأ به في الصباح يتخذ قرارا بالتصويت تحت ذريعة أننا متحالفون»، وفق ما ذكرت مورتاقي. واستغربت عضو المجلس البلدي والكاتبة المحلية للحزب، التي قالت إنها تعرضت، طيلة سنتين، لمسلسل من الإهانة والمضايقات من طرف الأمين المحلي، كيف أن قرار تجميد التسيير داخل المجلس البلدي لم يمنع عضو الأصالة والمعاصرة، النائب الثاني للرئيس -المقرب من الأمين المحلي- من استمراره في ممارسة مهامه دون استحياء ودون إعارة الاهتمام لمستقبل الحزب. وفي سياق متصل، توصلت «المساء» باستقالة ثلاثة أعضاء آخرين من حزب الأصالة والمعاصرة، يمثلون الشبيبة داخل المكتب المحلي، أكدوا من خلالها أن الاستقالة جاءت بعد «السلوكات والتصرفات العشوائية واللا مسؤولة لأمين المكتب المحلي لحزب الأصالة والمعاصرة في الفقيه بنصالح»، واتهمت الاستقالة الأمين المحلي ب»تهميشه وإقصائه أعضاءَ المكتب، الشيء الذي نتجت عنه فوضى عارمة وخروقات قانونية لا تعد ولا تحصى، ناهيك عن غياب أي توجه سياسي وديمقراطي في المكتب». وتأتي استقالة عضو المجلس البلدي والكاتبة المحلية وممثلي شبيبة الحزب داخل المكتب المحلي في الوقت الذي يقاطع أعضاء آخرون اجتماع المكتب المحلي بسبب ما أسموه القرارات الانفرادية للأمين المحلي، الجيلالي حزيم، وهو ما يهدد بشتات حزب الهمة في الفقيه بنصالح بعد الضربات الشعبية التي تلقاها عقب تحالفه مع رئيس المجلس البلدي في وقت سابق ومقايضة ذلك بأمنية الظفر برئاسة المجلس الإقليمي للفقيه بنصالح، قبل أن تؤدي نتائج الانتخابات إلى خيبة أمل كبيرة لدى أعضاء الحزب والمتعاطفين معه.