تحولت الدورة الاستثنائية لمجلس مدينة الرباط،، التي انعقدت مساء أول أمس الثلاثاء، إلى ساحة لتبادل الاتهامات بالانتهازية والوصولية والابتزاز بين مستشاري حزب الأصالة والمعاصرة، ونشر الغسيل الداخلي على مرأى ومسمع من عمدة الرباط الاتحادي فتح الله ولعلو ومستشاري المدينة. وكان طلب إدريس الرازي، رئيس مقاطعة حسان عن حزب «البام»، نقطة نظام لتلاوة قرار مستشاري حزبه بفك الارتباط الذي يجمع الحزب بالفرق المسيرة لمجلس المدينة، دون أن يستجاب لطلبه، القشة التي قصمت ظهر البعير في حزب الهمة، بعد أن أعلن المحامي عبد الفتاح زهراش رفضه الانسحاب، لتندلع بعد ذلك حرب الاتهامات والاتهامات المضادة بين المنتمين إلى الحزب، انتهت بإعلان الرازي وعدد من مستشاري «البام» انسحابهم من الدورة، فيما فضل زهراش الإعلان عن «الاستمرار في الاشتغال إلى جانب المكتب الموسع خدمة للمواطن وللمدينة»، و«عدم الاعتراف بالبلاغات غير الصادرة عن قيادة الحزب وغير الموقعة»، في إشارة إلى البلاغ الذي وزعه مستشارو «البام» المنسحبين، مطالبا والي جهة الرباطسلا زمور زعير بفتح تحقيق في الاتهامات الصادرة عن الرازي بخصوص الاستفادة من دعم الجمعيات. «البام انتهى في الرباط»، «اليوم اكتشفنا من هم الوصوليون الذين التحقوا بالحزب لتحقيق مآربهم الشخصية» توصيفان أطلق أولهما قيادي في حزب الحركة الشعبية، حليف حزب الهمة، والثاني أطلقه الرازي، رئيس مقاطعة حسان، وبهما وضع كل من الرجلين أصبعا على أزمة «البام» وما انتهى إليه من انقسام ونزيف في صفوفه، خاصة في ظل حديث عن موجة جديدة من الاستقالات. إلى ذلك، تلقى مستشارو «البام» وعودا من محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام للحزب، وعبد الحكيم بنشماش، نائب الأمين العام، وإلياس العماري، ب«طرد» زهراش من الحزب، بعد ما حدث خلال الدورة الاستثنائية، حسب ما أشارت إليه مصادر قيادية في الأصالة والمعاصرة، مشيرة إلى أن المنسحبين التحقوا مباشرة بعد انسحابهم من الدورة الاستثنائية بمقر الحزب لتسليم قيادة الحزب عريضة تخص طلب طرد زهراش من الحزب. من جهته، اعتبر زهراش في تصريح ل«المساء» أنه «مستمر في «البام»، ولن ينسحب من أي «مؤسسة»، وأن «قرار الانسحاب من التحالف هو قرار القيادة الوطنية للحزب وليس قرار أشخاص»، مضيفا أن «السؤال الذي يتعين طرحه هو: لماذا يتخذ قرار الانسحاب من المجلس في هذا الظرف بالذات الذي يقتضي إعمال الحكمة؟». وفيما أكد زهراش أن الحزب يعرف نزيفا تنظيميا بسبب استقالات ناتجة عن غياب التواصل واللقاءات التنسيقية وسيادة القرارات الفردية التي لا تتخذ في إطار مؤسساتي، كشف مصدر من مجلس المدينة عن موجة جديدة من الاستقالات في صفوف الحزب في إقليمالخميسات، قدرت بنحو 68 مستشارا سيلتحقون بحزب الحركة الشعبية. وأشار المصدر إلى أن حزب الهمة في الرباط بات في وضع لا يحسد عليه، خاصة بعد أن أصبح كل من الرازي، رئيس مقاطعة حسان، وبنشماش، رئيس مقاطعة يعقوب المنصور، تحت رحمة مستشاري حزب الحركة الشعبية، الذي أصبح يمتلك الأغلبية العددية. من جهة أخرى، صادق مجلس مدينة الرباط بالإجماع على إحداث «مجموعة التجمعات الحضرية العاصمة» لتدبير مرفق النقل الحضري بواسطة الحافلات على مستوى الرباطوسلا وتمارة. وحسب مصادر من المدينة، ينتظر أن تشرع «مجموعة التجمعات الحضرية العاصمة» في تقديم خدماتها ابتداء من 15 يونيو الحالي، مشيرة إلى أن وزارة الداخلية ستمكن المجموعة من دعم سيصل إلى 200 مليون درهم.