أعلنت النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتيزنيت، عن تأسيس منسقية إقليمية لمراكز الاستماع والوساطة المدرسية داخل المؤسسات التعليمية بتنسيق مع جمعية تازروالت للتنمية والتعاون ومندوبية التعاون الوطني وغيرهما من الشركاء المعنيين بعمليات الاستماع المختلفة كإدارات الأمن والعدل والصحة وغيرها، وذلك على أساس المساهمة في مكافحة ظاهرة التسرب المدرسي ومساعدة المتعلمين في التغلب على العوائق التي تعترض مراحل تعليمهم، سواء داخل وسطهم الأسري أو محيطهم المدرسي. وحسب الوثيقة الصادرة عن مكتب الأنشطة الاجتماعية التربوية التابع لمصلحة الشؤون التربوية بالنيابة الإقليمية، فإن الأدوار المنوطة بالوسيط المدرسي تتلخص في مكافحة ظواهر التعثر والانقطاع والتسرب والهدر المدرسي، عبر دعم المتعلمين للتغلب على العوائق التي تعترض مراحل تعليمهم، التي يواجهونها في حياتهم الخاصة والأسرية والمدرسية والاجتماعية، ومساعدتهم على اكتساب الثقة في أنفسهم، وتمكينهم من فهم طبيعة المشاكل المتواجدة بمحيطهم السوسيوثقافي، كما تساهم في إقناع المتعلمين بقيم التسامح والمواطنة ونبذ قيم التطرف المختلفة، كالعنف والكراهية والاستيلاب والانحراف، وتمكنهم من آليات عملية لفهم ذواتهم، والوعي بها في إطار علاقتهم بالزملاء والأقران، وتزامنا مع اللقاء التواصلي الإقليمي حول مراكز الاستماع، استفاد عدد من مسؤولي ومؤطري مراكز الاستماع من عدة ورشات تكوينية ساهم في تأطيرها كل من الأستاذة نادية رياض والأستاذ حسن فراج عن الأكاديمية الجهوية بمراكش، ركزوا في ورشاتهم العديدة على كيفية تفعيل التواصل مع الشركاء الخارجيين ودورهم في تفعيل منهجية عمل مراكز الاستماع والوساطة المدرسية، كما ركزوا على نوعية المساهمة المطلوبة في تدبير بعض الملفات، وعلى تقنيات الاستماع والتواصل الفعال ووضعياته المختلفة، وتقنيات تدبير النزاعات. كما يهدف مركز الوساطة المدرسية إلى مساعدة التلاميذ على اكتشاف ذواتهم ومعرفة خصوصياتها، ودراسة جوانب شخصيتهم الجسدية والنفسية والعقلية والاجتماعية والثقافية، ويسعى إلى تشخيص مشاكلهم، وتحديد حاجياتهم بتوظيف خبراتهم الحياتية ورصد الفرص الموضوعية المتاحة لهم، علاوة على المساهمة في اكسابهم صحة نفسية تساهم في بناء جسور للتواصل مع الآخرين في مؤسستهم التعليمية وفي محيطهم الأسري والاجتماعي، كما يسعى القائمون على المشروع إلى إنضاج وعي التلاميذ بتفجير ملكاتهم الذاتية وتهييئهم لتحديد اختياراتهم وتوجهاتهم بغية مساعدتهم على تحضير تصور لمشاريعهم الشخصية وتكييفها مع رغبتهم بالاستمرار في الدراسة أو الالتحاق بالحياة المهنية، فضلا عن الدور الأساسي الذي تلعبه مراكز الوساطة في تقريب المؤسسة التعليمية من المستفيدين منها، وتحفيزهم على مواصلة التحصيل الدراسي، وضمان تدرجهم في مختلف مستوياته، بغية تقليص الانقطاع والفشل الدراسيين والمتابعة المتقطعة أوالشكلية للدراسة، كما تسعى المراكز إلى توعية المتعلمين بحقوقهم وواجباتهم في علاقتهم بمختلف المتدخلين في الحياة المدرسية، ومساعدتهم على تحقيق اندماج ايجابي في محيطهم المدرسي، وتشجيعهم على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية التربوية التي ستساعدهم على إثبات ذواتهم و تفتح طاقاتهم الإبداعية وصقل مواهبهم، ودعمهم في فترات الامتحانات بتبديد مشاعر القلق والتوتر بمنحهم الثقة في أنفسهم. وتتلخص مهام المراكز في تحسيس المتعلمين بحقوقهم وواجباتهم من خلال علاقتهم بالمتدخلين في حياتهم المدرسية خاصة وحياتهم اليومية عامة، ومساعدتهم على تقويم سلوكاتهم وممارساتهم، ورصد المشاكل النفسية والاجتماعية التربوية للتلاميذ المتمدرسين والمسترجعين، عبر الاستماع إليهم ومعرفة حاجياتهم، ومساعدتهم على التكيف والاندماج في الحياة المدرسية، وبناء جسور للتواصل والتقاسم والتشارك مع الأسرة، وتتبع وتقييم حالات المستمع إليهم، كما ينص الميثاق الأخلاقي للوسيط المدرسي، على ضرورة أن يتحلى هذا الأخير بالصبر والصدق والأمانة والمسؤولية، على اعتبار حساسية المهمة الموكولة له في التعامل مع حالات المتعلمين وخصوصياتهم، كما يتحلى بالمرونة في التعامل مع المتعلمين، وبعدم التقيد بأساليب محددة في فهم واقعهم واستيعاب مطالبهم، ويتميز بالإخلاص ويقبل بالعمل التطوعي في مجال الوساطة المدرسية دون مقابل مادي معين، علاوة على تجنب إقامة علاقات شخصية مع المستمع إليهم خارج الوساطة المدرسية، ويلتزم بالسرية في عملية الاستماع باعتبار ذلك شرطا أساسيا لإنجاح عملية الاستماع والوساطة.