تستحق بعض التوابل والأعشاب أن تنتقل من المطبخ إلى رفوف صيدلية المنزل، لما لها من فوائد طبية وصحية، بعد أن أثبتت الأبحاث أن فيها مكونات طبيعية تدمر الميكروبات والفطريات وتقاوم التسمم الغذائي كما تفيد في علاج الأمراض. النسرين نبات من جنس العُلّيقَ، زهره كزهر الورد الجبلي شكلًا وقدرًا، زكي الرائحة طيب الشمة، والنسرين كلمة فارسية تعني الزهرة البيضاء. وهي زهرة ناصعة البياض أحيانا ومتوردة الوجنات. أما موطنها الأصلي فهو جنوب غرب آسيا (سورية- الأردن- فلسطين وإيران وتركيا) وتعد سورية موطنا قديما لشجيرات النسرين، حيث عرف بفوائده الطبية والغذائية والعطرية منذ مئات السنين، ومن دمشق انتقلت زهرة النسرين إلى بلاد الأندلس في إسبانيا إبان الحكم الأموي، حيث زينت شجيرات النسرين شوارع ومنازل قرطبة وإشبيلية وطليطلة وغرناطة، لتنتشر منها إلى جنوب أوروبا. ومن ثم إلى المغرب العربي. تستخدم شجيرة النسرين لتحسين المناظر الطبيعية وتجميل الحدائق العامة وأسوار المنازل الكبيرة وتشهد الكثير من حدائق دمشق وأسوار الأبنية الحديثة على انتشارها، لاسيما منها ذات اللون القرنفلي الهادئ. يزهر نبات النسرين في يونيو ويوليوز وتظل أزهاره متفتحة منذ الصباح الباكر إلى ساعات متأخرة من الليل وتجذب زهرة النسرين الحشرات بحبوب اللقاح والرحيق على عكس أغلب الزهور التي تنجذب إليها الحشرات بحبوب اللقاح فقط. الفوائد الطبية استخدمت مستخلصات أزهار النسرين منذ القدم في علاج أمراض المفاصل وداء النقرس وأمراض الجهاز الهضمي، واستخدمت بذوره للتخلص من الحصى الكلوية والمرارية وكمضاد للإسهالات. فيما أكدت الدراسات الحديثة على أهميتها في تركيب الأدوية المنبهة والمنشطات الجنسية وأدوية القلب والشرايين ومعالجة مختلف الأمراض الإنتانية كالتهابات الكبد والمرارة والكلى وفقر الدم وأمراض الرشح والزكام، ويوصي الأطباء باستخدام بقايا زهر النسرين لتزويد الجسم بفيتامين c إضافة إلى استخدامه لدى مرضى السكري.