اتصل شخص بأحد دواوير ابن احمد هاتفيا لإشعار الدرك بأن شخصا في حالة هستيرية اعتدى على والدته بالضرب والجرح، وأن هذا الأخير كان مسلحا بسكين وعصا. وعلى إثر ذلك انتقلت عناصر الدرك الملكي إلى مكان الحادث، حيث وجدت امرأة طاعنة في السن ملقاة على الأرض، وتحمل جرحا غائرا في رأسها، وتشكو من ألم في ذراعها الأيسر ورجليها، وبجانبها حبل علق على الحائط وأكياس من القمح، فتم نقلها إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات. أفاد جار الضحية بأنه سمع صراخا في منزل العجوز مساء يوم الحادث، ولما خرج وجد المتهم في حالة هستيرية يحمل عصا وسكينا ويحاول ضرب كل من يقترب منه، ولما دخل الى المنزل رفقة بعض الجيران وجدوا الضحية معلقة من رجليها بواسطة حبل على الحائط، وتحمل جروحا على وجهها. وأضاف بأن الضحية تسكن مع ابنها الذي يعاني من خلل عقلي. الاستماع إلى المتهم أشار المتهم عند الاستماع إليه تمهيديا بأنه تشاجر مع والدته عدة مرات، وكان يهددها بالقتل فيتدخل الجيران، فعدل عن فكرته، وأضاف بأنه كان رفقة والدته بعد صلاة عصر يوم الحادث ودخل معها في نزاع، فتدخل الجيران بعد سماع صراخها، وفر في اتجاه منزل أخته صباح اليوم الموالي بعد أن قضى الليل قرب إحدى المدارس، فسلمه زوج أخته قميصا استبدل به القميص الملطخ بالدم. واستنطق المتهم ابتدائيا فأفاد بأنه تبادل الضرب والجرح مع والدته وأشخاص آخرين، فتلطخت ملابسه بالدم ثم فر بعد ذلك، موضحا بأنه يجهل ما أصاب والدته، وعند استنطاقه تفصيليا أجاب بأنه اعتدى على والدته بالضرب بواسطة وتد على إثر نزاع مع مجموعة من الأشخاص الآخرين. إفادة الشهود صرح أحد الشهود الذين عاينوا الحادث بأنه سمع ابني الضحية محمد وبوشعيب بعد صلاة عصر يوم الحادث يرددان عبارة «التحقوا بالمنزل لأن المتهم قتل والدته»، ولما التحق بالمنزل وجد الضحية معلقة من رجلها اليمنى في سقف المنزل وتحمل ضربة في مقدمة رأسها وكسور في يدها اليسرى بعد أن أحاطها ابنها بأكياس من التبن والشعير، وكانت وقتئذ تحتضر. وأوضح الشاهد بأن المتهم اشتد مرضه في الأيام الأخيرة وأنه يقيم مع والدته تحت سقف واحد، وأنه كان مسلحا بعصا وسكين ووتد وأنه فر بعد ذلك، وأكد شاهد آخر ما جاء على لسان الشاهد الأول، الذي أضاف بأن المتهم كان مسلحا بوتد وعصا ملطخين بالدم وكذلك ملابسه. وأفادت أخت المتهم بأن أخاها يعاني من مرض في جهازه العصبي قبل الحادث، ولما التحق بمنزلها بعد ذلك شاهدت ملابسه ملطخة بالدم، إلا أنها لم تكن تعلم وقتئذ بأنه اعتدى على والدتها، مضيفة أن أخاها المتهم يقيم مع أمها في منزل واحد. محاكمة المتهم توبع المتهم بارتكابه جناية القتل العمد لأحد الأصول، وهي الأفعال المنصوص على عقوبتها في الفصل 396 من القانون الجنائي. وقد اعترف المتهم أمام هيئة المحكمة بأنه اعتدى على والدته بواسطة وتد، وأكد الشهود بأن العصا والوتد وملابس المتهم كانت ملطخة بالدم، وبأن المتهم كان يهدف إلى إزهاق روح والدته، التي ثبت من خلال تقرير التشريح الطبي بأن موتها كان بسبب الضربات العديدة التي تلقتها. كل تلك المعطيات جعلت المحكمة تقتنع بأن جناية القتل العمد لأحد الأصول ثابتة في حق المتهم. وقد أمرت المحكمة بإجراء خبرة طبية على المتهم لتحديد ما إذا كان مصابا بخلل عقلي كلي أو جزئي يوم اقترافه الأفعال المنسوبة إليه.