«هناك رغبة جامحة لدى غالبية أفراد الشعبين في إعادة ربط أواصر الأخوة والتلاحم بين الجزائريين وإخوانهم المغاربة، لكنني، بالمقابل، كنت أرى جليّا أن المبادرات إلى تحقيق هذا الهدف النبيل تأتي من طرف واحد هو المغرب».. هكذا تحدث جمال الدين حبيبي، في حوار تنشره «المساء» لاحقا. وأكد حبيبي، وهو أحد أبرز وجوه المقاومة الجزائرية أثناء الاستعمار الفرنسي، أن الرئيس بوتفليقة هو من أزّم الأمور أكثر، بإيعاز من حاشيته ومُقرّبيه، عكس ما تمّ الترويج له من أن الجيش يرفض فتح الحدود مع المغرب. كما تحدث جمال الدين حبيبي، الذي كان رئيسا لحزب «الوحدة الشعبية»، عن أن «مشكل أو شوكة الصحراء هو ما عطّل قيام اتحادنا المغاربي» وأنه، شخصيا، كان يدعو، دائما، إلى قطع العلاقات بجبهة البوليساريو «لأنني كنت وسأظل أرفض تكوين دويلات في فضائنا المغاربي». كما كذّب جمال الدين حبيبي، في هذا الحوار، الرواية الرسمية الجزائرية التي تعتبر أن المغرب بادر إلى مهاجمة الجزائر سنة 1963 في ما سمي «حرب الرمال»، وقال: «بعدما اشتدّ عليهما الخناق، عمد بن بلّة وهواري بومدين إلى حبك سيناريو «الهجوم المغربي» على الجزائر.. وظهر، في ما بعدُ، أن المستفيد الأول من هذا السيناريو كان هو العقيد بومدين، لأنه أزاح بن بلة في انقلاب 19 يونيو 1965، ومنذ ذلك التاريخ، فُتحت الأبواب لجنود وضباط فرنسا، للتحكم في المناصب القيادية في الجزائر». وشكك حبيبي في أن يكون عدد الشهداء الذين سقطوا خلال حرب تحرير الجزائر من قبضة الاستعمار الفرنسي قد وصل إلى مليون ونصف شهيد، وقال: «كلّفت هذه «الكذبة» وما تزال تكلف خزينة الدولة ميزانية خيالية، إنني لا أنتقص هنا من قيمة ثورتنا المجيدة ومن نضال شعبنا من أجل التحرّر، فالجزائر قدّمت ملايين الشهداء قبل اندلاع ثورة نونبر، وهذا ما يجب الانتباه إليه والتساؤل عن سرّ التستر». ونفى جمال الدين حبيبي أن يكون قد انقلب على الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وقال: «لم أنقلب على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وإنما ثُرت ضدّه عندما انقلب على نفسه.. لم أقْوَ على الصمت لمّا رأيته ينحرف ب«قطار» الجزائر عن سكّته، وخاصة لمّا سلّمته العديد من ملفّات الفساد والمخدّرات، التي تورّطت فيها شخصيات فاعلة في الجزائر، وفضّل النّأي بنفسه بعيدا، بل وأطلق عليّ بعض «كلاب السلطة»، في محاولة منه لتشويه سمعتي وسمعة عائلتي».