خاض عمال مناجم «بوزار» في إقليمي زاكورة وورزازات، سلسلة إضرابات منذ يوم الجمعة الماضي، مصحوبة بوقفات احتجاجية بكل من منطقة أكدز وتازناخت، تجاوزت نسبة نجاحها 80 في المائة، حسب المنظمين. وتأتي هاته الإضرابات بعد سياسة «صم الآذان» التي تنهجها شركة «تيفنوت تغانمين» المعروفة ب «C T T»، وهي شركة وسيطة لاستغلال منجم «بوزار»، إضافة إلى المسؤولين عن القطاع بالإقليمين المذكورين، وكذا الجهات الوصية على القطاع على المستوى الوطني. قصة عمال منجم «بوزار»، البعيد عن منطقة «أكدز» إقليم زاكورة، بحوالي 54 كلم، بدأت منذ فترة الاستعمار، بعد أن تم استغلال المنجم المذكور، من قبل شركة أجنبية إلى حدود أواخر سنة 1982، وبداية سنة 1983، حيث تم تسريح العمال وإيقاف العمل به بشكل نهائي. وفي سنة 1987، أعادت شركة أخرى استغلال المنجم، الذي يستخرج منه معدن «الكوبالت» أساسا، إضافة إلى معادن أخرى غير معروفة، عبر شركة أخرى تدعى «تيفنوت تغانمين»، التي استعانت هي الأخرى بشركة وسيطة تدعى «أكزومي»، ثم بعد ذلك بواسطة مقاولة أخرى تدعى «طوب فوراج»، وهي المقاولة المملوكة لبنت صاحب مقاولة «أكزومي» ذاتها. كما يشغل المنجم أكثر من 1500 عامل، يقطنون ب«أكدز» و«تازناخت»، موزعين ما بين المقاولتين، الوسيطة والشركة الأم. ويرتبط أغلب العمال بالشركة المذكورة بواسطة عقود مؤقتة، ومنهم من قضى أزيد من 30 سنة من العمل بالمنجم ولا يستفيد من التغطية الصحية، رغم الأخطار المهنية الكبيرة التي تهدد العمال، كأمراض السيلكوز، إضافة إلى الوفيات المتكررة بالمنجم، الذي يعرف حركة عمل كبيرة (بمعدل حالة وفاة كل سنة). كما يعاني العمال ذاتهم من ضعف الأجور، وعدم الإعلان الحقيقي عن أيام العمل لدى الضمان الاجتماعي، وبالتالي حصولهم على معاشات متواضعة. وجدير بالذكر، أنه في سنة 2007، التأم مجموعة من العمال بمقر النقابة الوطنية للتعليم «كدش» بتازناخت، بتأطير من الاتحاد المحلي لورزازات، وأسسوا مكتبهم النقابي تحت اسم «النقابة الوطنية للطاقة والمعادن، كدش»، إلا أن التجربة لم يكتب لها النجاح، بعد أن رفضت السلطات المحلية، تسلم الملف القانوني للمكتب العمالي المذكور، إضافة إلى الحرب الشرسة التي شنتها إدارة الشركة ومعاونوها ضد العمال، مما مكنهم من اجتثاث الإطار النقابي، بعد طرد العديد من النقابيين، واستمالة بعضهم تحت الترغيب والترهيب، دون أن تفلح في إيقاف العمل النضالي لدى العمال.