حذر الأمين العام ل«حزب الله» السيد حسن نصر الله من أن ما يجري الآن في المنطقة خطير جدا ويهدف إلى تقسيم الدول العربية. وقال نصر الله عبر شاشة عملاقة، في كلمة له أول أمس الأربعاء خلال احتفال إحياء ذكرى وفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني، إنه من الخطأ التعامل مع الأوضاع في لبنان بمعزل عن أوضاع المنطقة، مع العلم بأن ما يجري حولنا خطير جدا. وأشار إلى أن اليمن مهدد بالتقسيم والسودان قُسِّم وحتى شمالُه معرض لمؤامرة تقسيم جديدة... ليبيا مهددة بالتقسيم، وإذا أخذت الأمور منحى سلبيا في سوريا فما يُحضَّر لها تقسيمٌ. وأضاف نصر الله: «في العراق كان هناك تقسيم.. والتقسيم سيطال السعودية.. هذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي هزمناه عام 2006 (خلال حرب إسرائيل على لبنان) لكنه يعود». واستدرك نصر الله قائلا: «لا يجوز أن نصاب بالإحباط ولا أن ينال منا اليأس». من جهة ثانية، قال نصر الله إن الشعب الفلسطيني عبَّر عن إرادته للعودة (إلى أرضه) في مارون الرأس بجنوب لبنان ومجدل شمس بمرتفعات الجولان السورية المحتلة، مضيفا: «أحيي عوائل الشهداء الذين يشاركوننا احتفالنا هذا، وأقول لهم إن دماء أبنائكم لم ولن تذهب هدرا، وهذه دماء سفكت من أجل إحياء أمر عظيم وقضية مقدسة». وكان الأمين العام ل«حزب الله» يشير بذلك إلى استشهاد 14 فلسطينيا وإصابة أكثر من مائتين بجروح في 15 ماي الماضي برصاص الجيش الإسرائيلي في مجدل شمس خلال إحياء الذكرى ال63 لإنشاء إسرائيل على أرض فلسطين. وقال نصر الله: «يجب أن نبقى جميعا إلى جانب الشعب الفلسطيني ويجب أن نبذل الجهد ونقدم المساعدة ليعود الشعب الفلسطيني إلى أرضه وهو يملك إرادة العودة والتصميم على العودة إلى أرضه». وبالنسبة إلى الوضع اللبناني الداخلي، طالب نصر الله ب«استبدال الدعوة إلى تعديل اتفاق الطائف بتطوير النظام»، مشددا على أننا «في لبنان جميعا نريد مشروع الدولة ونؤيد مشروع الدولة، ومن حيث المبدأ لا أحد من اللبنانيين لا يريد الدولة». ولفت إلى أن «الكل عاش تجارب مؤلمة جدا، تجارب أمن الميليشيات، الإدارات المحلية وخطوط التماس، وحصد اللبنانيون النتائج»، مشددا على أن أي أمن ذاتي في لبنان سيكون «فاشلا وعاجزا». ودافع نصر الله عن النظام القائم في إيران قائلا: «عندما نقول دولة الولي الفقيه يعني أن رأس الهرم هو شخصية يجب أن تتوفر فيها مواصفات محددة، يعني أن يكون فقيها مجتهدا عالما وأن يكون رجل قانون من الطراز الأول وصاحب رأي في القانون، وأن يكون عادلا وأن يكون حكيما مدبرا مديرا وشجاعا». وأضاف الأمين العام «لا يوجد في دولة الفقيه ستار أكاديمي لأن شباب وشابات إيران يذهبون للمشاركة في الأولمبياد العالمي، للتنافس في الفيزياء والكيمياء والطب ويفوزون بأوسمة ذهبية». وأشار السيد نصر الله إلى أن «الدولة في إيران اسمها الجمهورية الإسلامية وليس دولة الولي الفقيه وإن كانت ولاية الفقيه هي عمود أساسي من أعمدة النظام، وفي السنوات الأخيرة هناك جهد عالمي لتسقيط كل ما ينتمي إلى هذه الأمة وعناصر قوتها». وعن تجربتي الإمام الخميني ومرشد الجمهورية في إيران علي خامنئي، قال نصر الله: «أمام بعض الفضائح التي نسمعها في نتائج الثورات العربية، كالرئيس وعائلته الذي لديه 70 مليارا والذي لديه 50 مليارا، والإمام الخميني لم يترك شيئا لزوجته وأولاده، لذلك في ظل هذا النظام وهكذا دولة استطاع الشعب الإيراني أن يصمد أمام كل التحديات».