«إيلا قربتي تمّاك (شباك بيع التذاكر) والله تّا نْخلي دار بوك»، كانت هذه هي العبارة التي تلفّظ بها مسؤول في القوات المساعدة برتبة «كومندار» في مراكش. مجرد تحذير وتحدٍّ وجهه لأحد القياد في منطقة جليز، الذي كان مرفوقا بمسؤولين اثنين بنفس الصفة، قبل أن يأمر الكومندار رجاله من «المخازنية» بإشباع القياد الثلاثة ضربا، حتى كادوا يلفظون أنفاسهم بفعل ضربات أحذيتهم و«هراواتهم»، التي انهالوا بها على ممثلي السلطة. حدث ذلك في حدود الثانية عشرة من زوال أول أمس الأربعاء، عندما رفض القياد الثلاثة السماح لرجال القوات المساعدة بالمضاربة في تذاكر المباراة التي ستجمع غدا السبت بين المنتخب المغربي ونظيره الجزائري، لكن الموقف القانوني، الذي تبنّاه قياد مناطق جليز والحي الشتوي وحي الازدهار، سيكون وبالا عليهم وسينتهي بهم إلى المستشفى العسكري ابن سينا، بعدما أصيبوا بكدمات قوية في وجوههم وأطرافهم السفلية، في حين أدخل قائد منطقة الازدهار إلى العناية المركزة بعدما دخل في غيبوبة جراء تلقيه ضربات و«هرماكة» أصابته في قفصه الصدري. وقد كانت الأجواء أمام ملعب نقطة البيع لاقتناء تذاكر المباراة المهمة «تنبئ» بكارثة وشيكة، جراء الازدحام والمشاجرات التي كانت تقع بين الجماهير التي حجت إلى عين المكان جماعات، لكن ما لم يكن يتوقعه المتتبعون، وأيضا المشجعون، هو أن تتحول المناوشات بين الجماهير الشابة إلى ضرب ورفض وشتم من قِبَل الساهرين على أمن المواطنين في حق ممثلين للسلطة، وقد كان المشهد «دراماتيكيا»، كما وصفه أحد شهود عيان في حديث مع «المساء»، كما أنه «مشهد مؤلم يستدعي فتح تحقيق من قِبل الجهات القضائية»، يؤكد أحد المحامين، في اتصال مع «المساء». وأوضحت مصادر تحدثت إليها «المساء» أن محمد مهيدية، الذي زار القياد الثلاثة المصابين في المستشفى العسكري واطمأن على حالتهم الصحية، سبق له أن أصدر أوامره، أثناء اجتماع له بممثلي السلطة المحلية، بالوقوف على عملية بيع تذاكر المباراة وب«الضرب بيد من حديد» على كل من ضُبِط متورطا في خرق طريقة البيع، لكن تنفيذ أحد القياد تعليمات والي مراكش، بعد أن لاحظ أحد عناصر القوات المساعدة يتردد على كشك بيع التذاكر بشكل متواصل، وصلت إلى أزيد من 5 مرات، قبل أن يتدخل ممثل السلطة، ستثير حفيظة «الكومندار»، الذي استشاط غضبا ليأمر رجاله بإشباع القياد «هراوات». وأوضح مصدر تحدثت إليه «المساء» أن «الكومندار» تلفظ بعبارات شتم وسب في حق ممثلي السلطة، قبل أن ينهال عليهم حوالي تسعة من «المخازنية» بالضرب في أنحاء متفرقة من أجسادهم. وتجري تحقيقات حول هذا الحدث، الذي تداوله سكان مراكش بشكل كبير، للوقوف على ملابسات الحادث ومعاقبة المعتدين، الذين يتطلع الرأي العام المراكشي إلى معاقبتهم، حتى يكون القانون فوق الجميع.