اعتبر محسن الكونسي، رئيس مصلحة الأرشيف الإداري أنه «منذ تأسيس الإذاعة (1928) واكبت الأخيرة مختلف المحطات التاريخية الكبرى التي عرفها المغرب، انطلاقا مما رافق فترة الحماية وتجربة ما بين الحربين العالميتين، مرورا بفترة الاستعمار وانطلاق الشرارات الأولى للعمل الوطني والكفاح المسلح إلى إعلان استقلال المغرب، وكانت الإذاعة، حينها، الأداة الوحيدة والصوت الذي ترجم سيرورة المجتمع المغربي، بآلامه وتطلعاته. وانطلاقا من حيثيات هذه المسؤولية، شرعت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في مشروع حفظ هذه الذاكرة السمعية، المتنامية بوتيرة سريعة لجميع أنواع المعطيات الصوتية». وأضاف «بناء على هذا التوجه حرصت رئاسة المؤسسة على إيلاء هذا الموضوع أهمية قصوى تمثلت في تشكيل لجنة عهد إليها التفكير في الآليات والوسائل الكفيلة لتطبيق هذا المبتغى». «فبعدما أمّنت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بثها الإذاعي رقميا بواسطة النظام الرقمي «داليت» فهي، الآن، منكبّة على ربط بثها الرقمي بذاكرتها الصوتية (الأرشيف) لتعمل كبنك معلومات رقمي يستقبل المواد الصوتية، من جميع مصادرها، ويعالجها رقميا في خادوم ويقوم بتخزينها كملفات، دون اللجوء إلى حوامل (أسطوانة، شريط مغناطيسي، كاسيط)... الأمر الذي سيتيح لكافة المصالح، وفي الآن نفسه، الولوج إلى الأرشيف الإذاعي بشكل مرن ومباشر، علما أن مصادر المادة الإذاعية اليوم تتعدد بتعدد قنواتها (العربية، الأمازيغية، الدولية والقناة القرآنية)، إضافة إلى المحطات الجهوية للإذاعات ال11. يقول الكونسي. وأشار «من الطبيعي أن يسبق هذه الخطوة اختيار المنسق المعلومياتي المناسب، مع تحديد الأولويات التي تستوجب الإسراع برقمنتها. واليوم، وقد انخرط العالم برمته في عصر الرقمنة وفي اعتماد وسائل التكنولوجيا المتطورة، أصبح بديهيا أن هذا التوجه يفتح آفاقا رحبة لحسن حفظ وتدبير واستغلال الأرشيف».