اعتلى الرجاء الرياضي لكرة القدم، أول أمس السبت، منصة التتويج بصفته بطلا للموسم المنتهي، بعد الفوز الذي حققه بهدفين لواحد في المباراة التي جمعت زملاء أمين الرباطي بمنافسه أولمبيك خريبكة عن الدورة ال29 من دوري الدرجة الأولى من دوري الصفوة، والذي مكنه من احتلال المركز الأول بفارق ست نقط عن وصيفه الوداد على بعد دورة واحدة من نهاية البطولة الوطنية. وسلم منصف بلخياط، وزير الشباب والرياضة، الذي تابع هذه المواجهة، درع البطولة الوطنية إلى الرباطي، بصفته عميدا للرجاء، وسط أجواء احتفالية رائعة تفاعل مع طقوسها الجمهور البيضاوي العريض الذي حج بكثرة إلى مركب محمد الخامس للاحتفال بنيل ناديه لقب الدوري الوطني، فيما سلم الوالي العلمي الرئيس المنتدب للجنة الخاصة لتدبير شؤون كرة القدم للصفوة، نسخة كبيرة لشيك بقيمة 250 مليون سنتيم، وهو المبلغ الذي خصصته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للفائز بدرع البطولة الوطنية، كما تم توزيع ميداليات على جميع لاعبي الفريق الأخضر وأعضاء طاقمه الإداري والفني والطبي. وشهدت شوارع وأزقة العاصمة الاقتصادية مساء اليوم نفسه، حركة غير عادية نشطها محبو الرجاء فرحا بتحقيق فريقهم ل«النجمة» التي تعبر عن اللقب العاشر، حيث جال هؤلاء في مختلف مناطق الدارالبيضاء مرددين أهازيج وشعارات تعبيرا عن سرورهم بنيل الرجاء شرف التتويج بدرع البطولة، ما أدى إلى وقوع ضجيج دام إلى ساعات متأخرة من صباح أمس الأحد، ساهم فيه إطلاق منبهات السيارات التي ملأت شوارع وأزقة المدينة. وعرض عشاق الرجاء قبل انطلاق مباراة فريقهم مع أولمبيك خريبكة لوحة فنية «تيفو» رائعة عبروا من خلال مضامينها عن اعتلاء الرجاء مرتبة الأندية التي تحمل النجمة، تلتها تلاوة شعارات وأغان رددها الجمهور الذي ملأ كل مدرجات المركب، والذي لم نتمكن من الحصول على قيمة المداخيل التي تركها في خزينة النادي لأسباب مجهولة، وخلقت هذه الطقوس الاحتفالية من مركب محمد الخامس فضاء للاستمتاع والتشويق، ونالت إعجاب كل من تتبع هذا الحدث. وكادت هذه الأفراح أن تتحول إلى أحزان بعد تعرض العديد من محبي الرجاء إلى إغماءات نتجت عن تلقي مرمى الحظ، حارس الرجاء، هدفا مبكرا أحرزه المدافع الأيسر نافع، والذي شكل على لاعبي الفريق البيضاوي ضغطا قويا، ساهم في تدني العروض التي قدموها في الشوط الأولى، وتعرض زملاء الرباطي لمعاناة كبيرة، كاد اللاعب بكر الهلالي يستغلها في مناسبتين لمضاعفة النتيجة، قبل أن يعود الرجاء في النتيجة في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، بعد هجوم منظم تبادل فيه لاعبو الفريق المحلي الكرة بشكل مثالي، مكن السليماني من استدراك التعادل، لكن الشوط الثاني جاء مغايرا تماما للجولة الأولى، حيث أبدى الرجاء إصرارا كبيرا على كسب الرهان، إذ قدم لاعبوه عروضا قوية خلقت مشاكل عدة للأولمبيك، ومكنت منافسهم من إحراز الهدف الثاني من ضربة جزاء نفذها متولي بنجاح. ويستحق عشاق الرجاء في هذه المباراة التنويه والتقدير بعد الدعم الكبير الذي قدموه للاعبي ناديهم منذ انطلاق اللقاء إلى نهايته، دون التأثر بالهدف المبكر الذي أحرزه الزوار، إذ ساهم دور الجمهور الذي حج إلى مركب محمد الخامس في الرفع من معنويات زملاء رشيد السليماني، ودفعهم إلى بذل أقصى جهودهم للعودة في النتيجة، وقدم محمد فاخر مدرب الرجاء عقب الندوة الصحافية شكره الجزيل لعشاق فريقه، كما أهدى فاخر هذا التتويج لكل محبي النادي وفعالياته، منوها بالجهد الذي بذله مسؤولو الفريق في خلق الأجواء الملائمة لنيل هذا التتويج.