دخل سجين معتقل حاليا بسجن تولال بمدينة مكناس، منذ أزيد من الأسبوع، في إضراب لا محدود عن الطعام، ردا على ما أسماهما الوحشية والتعذيب اللذين تعرض لهما من طرف حراس السجن. وقالت مصادر من داخل المؤسسة السجنية إن السجين عبد الحق عدرة، رقم اعتقاله 15385، بدأ خوض معركة الأمعاء الخاوية، منذ السبت الماضي، بعدما أقدمت فرقة خاصة من حراس السجن المذكور على إخراجه من زنزانته رقم 3 بحي النور في حدود الثالثة صباحا من اليوم نفسه، ثم قامت بالاعتداء عليه بالضرب المبرح. وتشير عائلة المعتقل إلى أن ابنها تعرض لممارسات تحط من الكرامة الإنسانية، حيث تم التحرش به جنسيا وتهديده بالاغتصاب وتجريده من ملابسه وتبليله بالماء البارد، وهو ما نتج عنه إصابته بعاهة مستديمة بالأذن اليمنى وكدمات ورضوض في جميع أنحاء جسمه، وصفتها العائلة بالخطيرة. وأضافت عائلة المعتقل أن «الجلادين» واصلوا مسلسل تعذيب ابنها، دون الاكتراث بحالته الصحية المتدهورة، حيث تم تكبيل يديه، وتعليقه بالأصفاد على سياج مصحة السجن طيلة ثلاث ساعات تقريبا، قبل أن يعمدوا إلى تهديده مجددا بالضرب، في حالة رفضه التوقيع على التزام حررته الإدارة، يتضمن أشياء لا يرغب في كتابتها، في محاولة استباقية لكبح احتجاجاته على ما يتعرض له من ظلم وإهانة، حسب تعبيرها. وذكرت المصادر ذاتها أن إجراءات التعذيب الانتقامية نفذها حراس السجن المعنيون أمام السجناء، الذين يقطنون مع السجين الضحية في نفس الزنزانة، لنشر جو من الرعب والترهيب في المؤسسة، وقمع المعتقلين الرافضين السلوكات المذلة والمنتهكة لحقوق الإنسان، والمناهضين لسياسة إفساد المؤسسات السجنية، عبر غض الطرف عن الانحرافات الأخلاقية التي تشهدها، وإغراقها بجميع أنواع المخدرات، وجعلها في متناول النزلاء، لثنيهم عن المطالبة بحقوقهم، ووأد كل الأصوات الداعية إلى الإصلاح والتغيير. ودعا السجين المضرب عن الطعام، محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، إلى زيارة سجن تولال بمدينة مكناس للوقوف على حجم الخروقات التي يعرفها، وفتح تحقيق عاجل بشأن ما تعرض له من تعذيب وحشي، ومجمل الانتهاكات التي تطال حقوق السجناء في هذه المؤسسة.