شرعت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في مشروع حفظ المحفوظات السمعية -البصرية. واعتبر عبد الوافي الحمّار، مدير مصلحة الأرشيف التلفزي في «دار البريهي»، أن حفظ المحفوظات التي تتوفر عليها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في حاملات رقمية ليس وليد الساعة، «ذلك أن المشروع بدأ منذ تعيين فيصل العرايشي على رأس التلفزة المغربية سنة 1999. فقد تم التحضير له باتخاذ مجموعة من التدابير التي كان من شأنها إعداد أرضية ملائمة للدخول في هذا المشروع، الذي انخرطت فيه الشركة الوطنية اليوم. فقد عمدت المصالح المكلفة بالمحفوظات السمعية -البصرية، التابعة للمؤسسة، إلى نقل شطر مهم من الأرشيف من أفلام 16 مم. وأشرطة الفيديو 2 بوصة و1 بوصة و4/3 بوصة إلى أشرطة رقمية من نوع «MPEG IMX» بفضل انخراط المؤسسة في مشروع «CAPMED»، الذي خول لنا الاستفادة من مجموعة من الدورات التكوينية ومن عدد مهم من المعدات التقنية لقراءة الأشرطة القديمة وصيانة الآليات المتوفرة لدينا وقوى رصيدنا المعرفي في مجال رقمنة الأرشيف». وقد تم، من جهة أخرى، إحداث مخطط لصيانة ورقمنة الأرشيف على المدى المتوسط وخفض نسبة مخاطر تلفه من %50 إلى %0. وأحدثت التلفزة المغربية خلية تكمن مهمتها في مراقبة الأشرطة والتحكم، قدر الإمكان، في حالتها وتقييم حالة الصيانة وتوقع المخاطر الممكنة، وأخيرا، تحديد الأولويات في مجال حفظ ونقل الأرشيف. وتابع الحمّار قائلا إن «الأرشيف يلعب دورا هاما في صيانة الذاكرة الوطنية وحفظ مقومات الهوية المغربية. ولأن المحفوظات السمعية -البصرية قابلة للتلف ولأنها حاملات تشتمل على جزء من الذاكرة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والحضارية لبلدنا، فإن رئاسة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة اتخذت هذا القرار الإستراتيجي الخاص بالحفاظ على هذا الرصيد الوثائقي الوطني ذي القيمة الحضارية والتراثية والعلمية لما يتضمنه من كنوز. ولمواكبة مؤسستنا مخطط المغرب الرقمي (Maroc numérique) والهدف منه تسريع وتيرة الانتقال إلى العصر الرقمي. واعتبر المتحدث نفسه أن «الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تعد رائدة في مجال الرقمنة، فجل الاختيارات التقنية التي تم تبنيها خلال السنين القليلة الماضية تصبّ في هذا المنحى، الذي يعتبر من أولويات الشركة. ومن تم انبثقت فكرة رقمنة الأرشيف السمعي -البصري، بفضل مجهودات أطر الشركة الوطنية وتقنييها، حيث تم رصد موارد مالية مهمة لضم واستيعاب هذا المشروع الضخم، فبعد مجموعة من النقاشات والاجتماعات والدراسات العميقة، تم اختيار إحدى أحدث الوسائل والتطبيقات في عالم الرقمنة، نذكر من بينها الأرشفة والحفظ على أحدث الأقراص من نوع «LTO-5» أوتوماتيكيا من طرف مكتبة مزودة بذراع آلي وحواسيب خادمة مزودة بآخر معالجات «INTEL»، متعدد النواة، وتطبيقات تسيير وفهرسة الأرشيف من أرقى الشركات في الميدان وأنظمة الحفظ المؤقت، المتطورة وذات الجودة العالية... وقد وضعتنا هذه الترسانة من التجهيزات في الوقت الراهن في نفس مستوى مؤسسات إعلامية عالمية رائدة في مجال الأرشفة الرقمية، مثل «M6» و«TF1». وأشار عبد الوافي الحمّار إلى أن هذا المشروع سيُمكّن الشركة من الرقي إلى مصاف القنوات التلفزية القليلة في العالم التي استطاعت الحفاظ على أرشيفها بنسبة %100، كأرشيف المؤسسة الإيطالية «RAI»، و«BBC» و«INA»، بمواكبة كل التطورات التكنولوجية التي يشهدها القطاع.