فوجئ المشاركون في الحلقة الأخيرة من برنامج «ملف للنقاش»، على قناة «ميدي1 تيفي»، المخصصة لموضوع مهرجان «موازين»، بإلغاء الحلقة في اللحظات الأخيرة، بحجة تغيب مدير المهرجان، عزيز الداكي، عن الحلقة التي كانت ستعرف مشاركة محمد رضا بنخلدون، مجلس مدينة الرباط، عن حزب العدالة والتنمية، وممثل عن «حركة 20 فبراير»، التي تنادي بإلغاء المهرجان، وكذا ممثل عن «الائتلاف المغربي للفنانين». إلى ذلك، ما تزال المنحة التي يقدمها مجلس المدينة لجمعية «مغرب الثقافات» في يد السلطات الولائية، كما أكد ل«المساء» مصدر من داخل المجلس، حيث تنظر هذه السلطات في إمكانية منح الغلاف المالي المخصص عادة لدعم المهرجان الأكثر تعرضا للانتقاد والمتابعة في المغرب، بعدما قام مجلس المدينة، مؤخرا، بحجب هذه المنحة التي يقدمها سنويا للمهرجان الذي بُنِي على أنقاض مهرجان الرباط، عندما ألغى المجلس البند الذي يخصص بموجبه دعما ماليا لجمعية «مغرب الثقافات» وتمت الاستعاضة عنه ببند يخص تقديم الدعم للجمعيات عموما. وأشار مصدر من مجلس المدينة إلى أن دورة أبريل الأخيرة لم تعرف عرض اتفاقية الشراكة بين المجلس والجمعية التي تعتبر شرطا للحصول على الدعم المالي الذي يخصصها المجلس للجمعيات، مؤكدا أن الموضع تقديم الدعم للمهرجان «موضوع نقاش كبير». كما تم تداول أخبار بخصوص مطالبة بعض الأصوات داخل المجلس، بعقد دورة استثنائية لمجلس مدينة الرباط، تندرج في إطار تخصيص الغلاف المالي، المقدر ب400 مليون سنتيم، لفائدة جمعية «مغرب الثقافات»، التي تشرف على تنظيم المهرجان. يشار إلى أن وقفة نظمها حوالي مجموعة من المواطنين المنتسبين إلى ما سمي «الحملة الوطنية لإلغاء مهرجان موازين»، يوم السبت الأخير، تعرضت لتدخل أمني عنيف مع مصادرة الصور والفيديوهات التي سجلوها وتهديدات بالمتابعة وب«التأديب»، إنْ هم استمروا في الاحتجاج على تنظيم المهرجان. من جهة أخرى، قررت اللجنة المنظمة لمهرجان «موازين»، في دورته العاشرة، إقامة سهرة استثنائية في «جامع الفنا»، موقع العملية الإرهابية التي هزّت مدينة مراكش يوم 29 ماي الجاري. وقد شهدت ساحة «جامع الفنا» -المعروفة بسهراتها الفنية الشعبية والفلكلورية اليومية- قبل أسبوعين انفجارًا راح ضحيته 17 شخصًا، أغلبهم من السياح الأجانب. وعللت اللجنة المنظمة إقامة أول سهرة خارج مدينة الرباط، التي عادة ما تستضيف كل فعاليات مهرجان «موازين»، ب«الرغبة في إحياء ذكرى الضحايا الذين لقُوا حتفهم في هذا الحادث». وصرحت اللجنة المنظمة، في بيان صحافي، أن الفنانين الذين سشاركون في السهرة عبَّروا عن تنديدهم ورفضهم «كل أشكال الإرهاب والفكر الظلامي»، مضيفة أن «العديد من الفنانين المغاربة والأجانب عبّروا عن رغبتهم في المشاركة في هذا الحفل وفي التضامن مع ضحايا العملية الإرهابية». وذكرت اللجنة أنها تلقت موافقة كل من كوينسي جونز (مغن ومنتج عالمي شهير اشتغل مع مايكل جاكسون) والمغني الإفريقي موري كونتي ومجموعة «ناس الغيوان» من المغرب وهنيدي زهرا ومجموعة «باهارتي»، الهندية. وأضافت اللجنة أن المجال ما يزال مفتوحًا لتلقي أكبر عدد من مشاركات الفنانين في هذه السهرة التضامنية، كما أكدت أن السهرة الفنية ستكون مجانية ومفتوحة لرواد ساحة «جامع الفنا» في مدينة مراكش، باستثناء بعض الأجنحة القليلة، على أن يُخصَّص ريع السهرة لصندوق خاص بعائلات الضحايا. وفي السياق نفسه، انطلق موظفو وسائل الإعلام المغربية، يوم الجمعة الماضي، في قافلتين تضامنيتين انطلقتا من مدينة الدارالبيضاءوالرباط في اتجاه مراكش بمشاركة 250 فاعلا إعلاميا، حمل بعضهم صورة الصحفي رشيد نيني وأبدوا تضامنهم معه. بدوره، ذكر الكاتب العام لمنتدى «أطر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون»، إدريس الإدريسي، في تصريح خاص ل«إم بي سي.نت» أن «القافلتين تعكسان رغبة في الإعلان عن تضامن الإعلاميين مع ضحايا «ساحة الفنا» وعن رفض الإرهاب والتخويف وعن التشبث بقيم التسامح والتعدد».