يجب أن يراعي النظام الغذائي المقترح الحالة الاقتصادية للمريض، ومن المطلوب أن يتم تجنب وصف بعض الأغذية التي تفوق طاقته الشرائية، عن طريق اقتراح بدائل مناسبة، وإلا فالنظام الغذائي يمكن الحكم عليه بالفشل منذ البداية. أما إذا كانت الحالة الاقتصادية للمريض جيدة فقد لا يمانع في شراء مواد غذائية تمنح لنظامه الغذائي تنوعا وقبولا أكبر، وبالتالي فرص نجاح أكبر، هذا الأمر لن يتأتى إلا إذا سبق وصف النظام الغذائي ما يمكن أن نسميه تحقيقا غذائيا كاملا عن العادات الغذائية وطريقة الحياة التي يتبعها المريض وأوقات عمله ليكون قابلا للتطبيق. بعد كل هذا المجهود والوقت المبذول من طرف المعالج المختص، قد يفشل المريض في تحقيق هدفه من الحمية إذا استعجل النتائج ولم يتحل بالصبر اللازم، ففي الحالات المرضية كمرض «السيلياك» المزمن أو السكري يكون على المريض اتباع الحمية طوال حياته، لأنه من الممكن توسيعها لتشمل أغذية أخرى وكميات أقل أو أكثر حسب تقدم حالة المريض، مما يستدعي منه تعاونا وتفهما جيدا لحالته الصحية وتقبل النظام الغذائي المقترح من طرف المختص، أما في حالة السمنة، وهي الحالة التي غالبا ما يستعجل المريض نتائجها ويأتي بأفكار مسبقة، ليست بالضرورة صحيحة، كأن يظن أنه كلما كان فقدان الوزن أسرع كلما كان أفضل وأن الحمية ناجحة، فهذا أمر غير صحيح على الإطلاق، فعلى العكس، إذا أراد المريض أن يفقد الوزن دون معاودة اكتسابه لاحقا، عليه فقدان الوزن بطريقة بطيئة ومستقرة بمعدل كيلوغرام واحد أو أكثر بقليل في الأسبوع عند بداية الحمية، وأي فقدان سريع للوزن هو دليل على أن الجسم سيتأثر سلبا نتيجة لذلك، فما تم اكتسابه من وزن خلال سنوات، لن يتم التخلص منه في أيام أو شهور قليلة.