يستحق عشاق الرجاء التهنئة والتقدير، على مساهمتهم وبشكل مثير للغاية في بلوغ فريقهم دور المجموعات لمنافسات كأس عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، بتقديمهم مساندة غاية في الروعة للاعبي الرجاء في مباراتهم مع أسيك ميموزا لأبيدجان، تحول معها مركب محمد الخامس إلى فضاء للتشويق والاستمتاع رغم صعوبة الموقف، إذ لم يفقد هؤلاء الأمل رغم هزيمة فريقهم إلى حدود الدقائق الأخيرة من اللقاء، بل دام هذا الدعم الذي رددت فيه الأعداد الكبيرة من جماهير الرجاء شعارات تدعو الى أن الشعب يريد الشامبيانزليغ، إلى غاية بلوغ التعادل بعد الحصول على ضربة جزاء نفذها محسن متولي في الدقيقة 93 بعد أن تقدم الإيفواريون بهدف أداما باكايوكو في الدقيقة 57، ثم استدراك الموقف بتحقيق الفوز بعد اللجوء إلى الضربات الترجيحية، بعدما كاد الأسيك يقضي على آمال الفريق الأخضر، وإقصائه من كأس عصبة الأبطال. وعاشت شوارع وأزقة الدارالبيضاء مساء يوم السبت المنصرم، العديد من الاحتفالات، أحياها أنصار الرجاء فرحا بتأهل ناديهم إلى دور المجموعات، وعودة الفريق البيضاوي إلى عهد التألق، إذ شهدت العديد من أحياء العاصمة الاقتصادية حركة غير عادية نشطها محبو الفريق الأخضر بإطلاق منبهات أصوات السيارات، حاملين شعارات ناديهم، حيث دامت هذه الأجواء إلى ساعات متأخرة من يوم السبت، دون وقوع أي أحداث شغب أو فوضى، باستثناء حدوث بعض المشادة بين يافعين لم يتحكموا في أعصابهم من فرط السرور. وخلفت نهاية هذه المباراة التي قادها الحكم الكامروني ليوم نيون، مشاهد محزنة لم يستوعب من خلالها لاعبو الأسيك مرارة الإقصاء من منافسات كأس عصبة الأبطال، والذي جاء في الوقت بدل الضائع، حيث رفض معظمهم دعوة الفرنسي سيبستيان مدرب الأسيك إلى مغادرة كرسي البدلاء، وقوة الحسرة بادية على وجوههم، أدت إلى انهيار أعصاب البعض منهم، وإجهاش البعض الآخر بالبكاء، في أجواء عصيبة خيمت على مستودع ملابس «الأسيك»، إذ أدى هذا التوتر الى وقوع مشادات كلامية بكرسي البدلاء، بين بعض أفراد الطاقم التقني للأسيك وممثلي القناة الأولى، كاد يتطور إلى اشتباك لولا تدخل الفرنسي سيبستيان مدرب الأسيك لتهدئة الأوضاع، كما أن جميع لاعبي الفريق الايفواري ومعهم سيبستيان احتجوا بقوة في وسط الميدان على حكم المباراة، بدعوى مبالغته في احتساب 5 دقائق كوقت بدل ضائع، فيما عمت الفرحة مستودع ملابس الرجاء احتفالا بهذا التأهل، الذي حققه زملاء ياسين الحظ في لقاء غاية في الصعوبة، والذي عانى فيه الرجاء من غيابات مهمة، ومن قوة الخصم. وكاد عدم انضباط بعض مشجعي الرجاء إلى ضوابط الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، يعرض المباراة التي جمعت ناديهم بالأسيك لوقائع خطيرة، بعدما هدد الموريتاني ادرسا سار مراقب هذه المواجهة، بوقف المباراة إن لم يتوقف الجمهور عن رمي الشهب الاصطناعية على أرضية الملعب، ودعا ادريسا سار المسؤول الأمني إلى التدخل لوقف هذه التصرفات، والتي لم يتأخر الموريتاني في تدوينها بغرض ضمها إلى مضامين التقرير الذي سيعده بخصوص هذه المباراة. وإضافة إلى وقوع هذه السلوكات التي من شأنها أن تعرض الرجاء إلى عقوبات مالية، تميزت هذه المواجهة بسوء التنظيم، والذي أدى إلى اجتياح بعض اليافعين من عشاق الرجاء بعد نهاية تنفيذ الضربات الترجيحية أرضية الملعب، والتي تجمهر فيها هؤلاء، محيطين ببعض لاعبي الرجاء، كما أن وضع سوء التنظيم أدى الى جني بعض الساهرين على التنظيم لأموال مهمة، مقابل التواطؤ مع أعداد كبيرة من الجمهور لأجل الانسلال الى المركب، فضلا عن ضبط العديد من التذاكر المزورة، والتي عمد في شأنها مسؤولو الرجاء الى إخبار السلطات الأمنية.