حقق الرجاء لأنصاره ما رددوه من عبارات في أمسية رائعة عندما صدحوا قائلين «الشعب يريد.... الشنبيونسليغ» بصوت خلق من مدرجات مركب محمد الخامس بالدار البيضاء فضاء للمتعة والتشويق، حيث تمكن الفريق البيضاوي وبصعوبة بالغة من بلوغ دور ثمن عشر نهائي كأس عصبة الأبطال الإفريقية، بعد تخطيه لضيفه نادي سطاد مالي في دور السدس، بعد فوزه بهدف دون رد، أحرزه السنغالي بيلا في الجولة الأولى من هذه المواجهة. وشهدت هذه المباراة تنظيما في المستوى، ساعد في إنجاحه انضباط عشاق الرجاء الذين حضروا بكثرة، رغم أن العدد الذي أدى ثمن التذكرة لم يتعد 12700 متفرج، تركوا في خزينة الرجاء 43 مليون سنتيم، ستنضاف إلى عائدات النقل التلفزي، بعد شراء قناة «الرياضية» حقوق بث هذه المواجهةّ، والتي تميزت بعدم وقوع أحداث شعب، رغم أنها لم تخل من بعض الاصطدامات، تجلت في رمي جمهور «المكانة» للشهب الاصطناعية المحظورة من طرف «الكاف»، وحدوث اشتباكات أدت إلى سقوط بعد اليافعين من مدرجات الملعب، كما خلف الهدف الذي أحرزه بيلا إغماء أحد محبي الرجاء، قبل أن تستقر حالته، بعد تلقيه العلاجات الأولية على يد محمد عتيق ومحمد العرصي. وقدم عشاق الرجاء الدعم والمساندة للاعبي فريقهم، في مباراة تميزت بالقوة والاندفاع، وعانى فيها الفريق الأخضر كثيرا من قوة المنافس، الذي حل وكله إصرار على العودة بالتأهل، إذ خلق لاعبوه متاعب كبيرة للمحليين، خاصة في الجولة الثانية، حيث تحكم سطاد في الكرة بشكل ممتاز، وأبدع لاعبوه في تنظيم المحاولات الهجومية بغرض استدراك الموقف، وفرض الضغط على لاعبي الرجاء لأجل تضييع الكرة وإرباكهم، مستغلين في ذلك خشية زملاء أمين الرباطي من تلقي هدف مباغت يبعثر حساباتهم. وجاء ذلك بعد فشل الرجاء في الحسم في المباراة في الجولة الأولى، وتضييع لاعبيه للعديد من الفرص السانحة للتسجيل، إذ قام لاعبوه بجولة أولى جيدة، تبادلوا فيها الكرة بطريقة رائعة، رغم مبالغة بعض اللاعبين في اللعب الفردي، وعدم انضباطهم تكتيكيا. وهنأ محمد فاخر مدرب الرجاء عشاق فريقه على ما قدموه من تشجيعات، ساهمت وبشكل ملفت للغاية، في مساندة لاعبيه على تحمل ضغط المباراة، مشيرا إلى أن الفضل في هذا التأهل يعود في بداية الأمر إلى الجمهور الذي أثث فضاء المركب. واعترف فاخر بقوة سطاد وعناد لاعبيه، مبرزا أنه أعطى تعليمات إلى عناصر فريقه بغرض التحكم في الكرة وتمريرها بسرعة، وخلق مساحات فارغة لاستغلالها في الضغط على مرمى الزوار، موضحا أن انتشار المنافس بشكل رائع على أرضية الملعب، شكل بعض الصعوبات لزملاء الرباطي، وأرغمهم على الاعتماد على الكرات العرضية، والتي غالبا ما كان يتحكم فيها لاعبو الفريق المالي. ونفى فاخر دعوة لاعبيه إلى التراجع إلى الوراء حفاظا على هدف السبق، مؤكدا أن ذلك يأتي تلقائيا من اللاعبين، بالنظر لقوة المباراة. وتأسف كمال جبور، مدرب سطاد مالي، على إقصاء فريقه في مباراة برز فيها الفريق المالي في الجولة الثانية، حسب رأيه، بشكل أفضل، بعد تقديمه عروضا كروية رائعة، أقلقت كثيرا لاعبي الرجاء، مضيفا أنه أوصى عناصره بملء كل المساحات لتضييق الخناق على زملاء الرباطي، والتركيز على استرجاع الكرة بوسط الميدان، لإبطال مفعول السرعة التي تعتبر قوة لاعبي الرجاء. وأوضح الجزائري جبور أن لاعبيه نجحوا في تنفيذ هذه التعليمات، لكن الرجاء تمكن من استغلال محاولة هجومية سريعة في هز شباك نادي سطاد.