كلما كان وعي المستهلك أكبر كلما تضاءل احتمال التعرض إلى أخطار الأغذية الصناعية المعلَّبة، لنعود إلى دور الأم من جديد في الاختيار الصحيح للأغذية خلال تسوقها لحماية أسرتها وأطفالها. فالوصول إلى ثقافة غذائية صحيحة لكل مواطن يستدعي بالإضافة إلى وعي هذا الأخير بأهمية الحصول عليها والبحث عنها أو وطلبها، وضع مخطط وطني لدعمها من طرف المؤسسات العمومية أو من خلال إنشاء برامج خاصة تهدف إلى توعية جميع فئات المجتمع بدءا من الأطفال في المدارس، بتعميم مادة التربية الأسرية التي يخصص جزء كبير من مقررها للتغذية السليمة ومن خلال تقرير أسابيع مدرسية تتخذ من موضوع التغذية محورا رئيسيا لها يتم خلالها إلقاء محاضرات في حصص خاصة للتوعية الغذائي على اعتبار أن مرحلة الطفولة والمراهقة مرحلة حساسة جدا لأي نقص أو سوء في التغذية وأن الأطفال والمراهقين أصبحوا أكثر تأثرا بثقافة الهمبورغر والوجبات السريعة والكولا، إذ نجد شريحة واسعة منهم يعتمدون عليها في غذائهم اليومي. كما على المدارس الخاصة أو العامة التي توفر خدمة المطعم للمتمدرسين أن تحرص على تقديم وجبات صحية ومنوعة لهم واعتماد طرق مختلفة للطهي لتلبية جميع الأذواق، كذلك يجب أن يكون بمقدورها توفير وجبات خاصة للأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة خصوصا السكري والسمنة، هذا الأمر مهم جدا للحفاظ على قدرة الأطفال الذهنية والجسدية لتحصيل علمي أفضل.