سلطت الجمعية المغربية لمحاربة الروماتويد المفصلي، خلال لقاء صحفي الأسبوع الماضي، الضوء على هذا المرض الذي يصيب قرابة 300 ألف شخص بالمغرب، مشكلا بذلك 38 في المائة من التهاب المفاصل المزمن. وتتضاعف نسب الإصابات به عند النساء 4 مرات أكثر من الرجال، وهو داء يظهر عموما بين 35 و45 سنة. وفي رأي الأخصائيين، فإن هذا المرض، في حالة عدم التكفل به طبيا في الوقت المناسب، يفضي إلى الإعاقة، وبالتالي، إلى مآس اجتماعية. وقد قدمت الجمعية حصيلة مؤتمرها في دورته الحادية والعشرين يوم 17 أبريل 2011، حيث أشارت إلى أنه تم تخصيص حيز مهم لهذا المرض باعتبار الروماتويد المفصلي أولوية صحية، والتكفل به بمعدل 100 في المائة من قبل التأمين الصحي الإجباري، لأنه مرض طويل الأمد، إلى جانب وضع برنامج وطني للولوج إلى العلاجات لفائدة المرضى المعوزين بشكل استعجالي. وذكرت الجمعية أنه، «بعد محاولات عدة من أجل فتح نقاش بناء مع الوكالة الوطنية للتأمين الصحي حول ضرورة مجانسة معدلات تعويض العلاجات بين هيآت التأمين الصحي الإجباري، الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ومع وزارة الصحة، بهدف وضع برنامج وطني للولوج إلى العلاجات لفائدة المرضى المعوزين، لازالوا ينتظرون منذ سنة تقريبا التوقيع على اتفاقية تعويض نوعين من الأدوية التي تساعد في علاج المرض ومنعه من التحول إلى إعاقة مزمنة». كما سلطت الجمعية الضوء أيضا على مرض هشاشة العظام، الذي يتسبب في إعاقة أبدية، وأوضحت أن هناك أدوية جديدة لعلاج هذا المرض متوفرة في الأسواق المغربية، لكنها تبقى مرتفعة الثمن. من أعراض مرض الروماتويد المفصلي، آلام مصحوبة بانتفاخ على مستوى المفاصل، وصعوبة في الحركة، ثم تشوه العضو المصاب، وفي بعض الأحيان يؤدي هذا المرض إلى العجز الكلي، بحيث يفضي إلى تدهور خطير في جودة حياة المرضى، كما أنه يقلص من أمد الحياة من 5 إلى 10 سنوات. وإضافة إلى هذه الإعاقة، فإن الروماتويد المفصلي يشكل عبئا على المستوى الاجتماعي. فهناك أشخاص توقفوا عن مزاولة نشاطهم المهني في غضون ال3 سنوات الأولى من الإصابة، وأزواج تطلقوا بسبب هذا الداء، كما أن أطفال المصابين يوقفون تمدرسهم في أغلب الحالات، قصد الاهتمام بأمهاتهم المريضات.