أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية أول أمس الاثنين مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، و قال مسؤولون أمريكيون إن جثة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الموجودة لدى السلطات الأمريكية تم التعامل معها وفقا للعادات والتقاليد والشعائر الإسلامية، وفقا لما نقلته شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية عن هؤلاء المسؤولين الذين لم تسمهم. ، وباغت «فريق أمريكي صغير» أسامة بن لادن في مجمع فاخر يقع في منطقة «أبوتاباد»، تبعد ب60 ميلاً شمال العاصمة الباكستانية، إلا أن المصدر رفض تأكيد مشاركة الجيش الأمريكي في العملية. وذكر مسؤول أمريكي أن ثلاثة رجال قتلوا أثناء العملية، إضافة إلى امرأة استخدمت كدرع بشري لدى اقتحام المجمع، نافيا سقوط أي ضحايا بين القوة الأمريكية المهاجمة. وقال الباحث المغربي في الجماعات الإسلامية محمد ضريف إن الإدارة الأمريكية كانت قد أعلنت في عهد الرئيس السابق مباشرة بعد تفجيرات 11 شتنبر 2001 تصميمها على وضع حد لحياة أسامة بن لادن، مضيفا أن الكثير من المحاولات السابقة فشلت في ذلك. وأوضح الباحث المغربي بخصوص تداعيات مقتل أسامة بن لادن على تنظيم القاعدة، خصوصا في بلاد المغرب الإسلامي، أن «مقتل أسامة بن لادن لن يضعف القاعدة ولن يضع حدا للعمليات الإرهابية، فالقاعدة أصلا لم تعد تنظيما موجودا وإنما أصبحت اختيارا سياسيا و إيديولوجية تعتنقهما بعض التنظيمات التي تنسب نفسها إلى القاعدة»، مضيفا أن أسامة بن لادن «دخل عمليا منذ أحداث 2001 حياة السرية وعاش تحت الأرض ولم يعد يقوم بأي دور ميداني، بل أصبح رمزا يلهم الكثير من التنظيمات، التي تكفر الأنظمة العربية والإسلامية، وتسعى إلى المساس بالمصالح الغربية، وكثير من التنظيمات التي ارتبطت بأسامة بن لادن كان ارتباطها به ارتباطا روحيا وإيديولوجيا وليس ارتباطا تنظيميا، لذلك لا يعتقد أن يكون هناك تأثير سلبي بمقتل أسامة بن لادن على التنظيمات التابعة للقاعدة كالقاعدة في الجزيرة العربية والقاعدة في اليمن، وهو نفس الأمر الذي يسري على تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي». وأشار محمد ضريف إلى أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي كانت في الأصل امتدادا للجماعة السلفية للدعوة و القتال الجزائرية وكانت هذه الجماعة قد راكمت خبرة في تدبير العنف ضد النظام الجزائري قبل أن تبايع أسامة بن لادن وأيمن الظواهري يوم 11 شتنبر 2006، وتغير اسمها في يناير 2007 إلى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مضيفا أن «هذا التنظيم له استقلاليته التامة وأميره المعروف باسم أبي مصعب عبد الودود، لكن هناك تخوفات الآن من أن يتحول مقتل أسامة بن لادن إلى حافز يدفع الكثير من التنظيمات إلى القيام بعمليات نوعية انتقاما لمقتله». وأوضح محمد ضريف أن هناك تخوفات من أن تبادر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى إعدام الرعايا الفرنسيين الذين تحتجزهم وسبق أن اختطفتهم من النيجر.