في يوم ربيعي من أيام مارس الدافئة بمدينة ابن احمد، التي كانت تنعم بالهدوء وتستعد لاستقبال يوم جديد، وفي مكان غير بعيد كان ضجيج بعض المواطنين يملأ الأرجاء، وكان مخفر الشرطة لحظتها يستقبل شكايات بعض ممن تعرضوا يومها للسرقة. تقدم أحدهم في مستهل ذلك اليوم بشكاية يعرض فيها بأن مجموعة من الاشخاص اعترضوا سبيله في أحد الأزقة بحي شنقيط بالمدينة، واعتدوا عليه وسلبوه 500 درهم وسلسلة معدنية تحت التهديد بواسطة سكين. فيما بعد تقدم ضحية آخر بشكاية يفيد فيها بأنه سقط ضحية اعتداء عليه بسرقة مبلغ 500 درهم من طرف (ح.س) القاصر، الذي كان بمعية أشخاص آخرين، ثم تقدم شخص ثالث رفقة خليلته وصرحا في شكاية تقدما بها إلى الشرطة بأنهما تعرضا للاعتداء وتمت سرقة هاتفين محمولين وحليا وساعة يدوية وسوارا ومبلغا ماليا يقدر ب3000 درهم. وبعد عملية تمشيطية قامت بها عناصر الضابطة القضائية تم إلقاء القبض على المتهم، الذي تمكن الضحايا من التعرف عليه. وعند الاستماع إليه تمهيديا أفاد بأنه نفذ جرائم عدة، خاصة السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض، بناء على اتفاق بينه وبين مجموعة من أصدقائه. وعند الاستماع تمهيديا إلى أحدهم، ويتعلق الأمر ب(م.ق), أكد ما جاء على لسان القاصر، وأضاف بأنه اعتدى على المشتكي وخليلته بسرقة الأشياء موضوع شكايتهما، مؤكدا على أن ما تم حجزه معه هو من مصدر سرقة، وبأن أداة الجريمة اختفت في ظروف غامضة. وعند التحقيق، أفاد أحد الشهود بأن عدة أشخاص اعترضوا سبيله نهارا، أحدهم كان يحمل سكينا، وهو القاصر (ح.س)، وسرقوا منه مبلغا ماليا قدره500 درهم، مستبعدا أن يكون المتهم (م.ق) ساهم في الجريمة أو كان من المعتدين. وأفادت الضحية الثانية أن عدة أشخاص استولوا على مبلغ مالي وبذلة وساعة يدوية وسلسلة وهاتف محمول لخطيبها، فيما سرقوا منها أقراطها وسلسلة ذهبية للعنق وهاتفا محمولا، مضيفة أن أحد هؤلاء الأشخاص هو (م.ق)، الذي كان أول شخص التحق بهما وأشهر سكينا في وجهيهما، أما القاصر (ح.س) فلم يكن من المعتدين. وأفاد شاهد آخر أن خمسة أشخاص سرقوا منه مبلغ 500 درهم تحت التهديد بالسلاح الأبيض وسلبوه سلسلة فضية. وبعد عرض (ح.س) أكد بأنه كان من المعتدين، وأنه هو من اختلس المبلغ المالي. وتوبع المتهم (م.ق) بجناية تكوين عصابة إجرامية والسرقة بالسلاح، وأدرجت القضية في عدة جلسات، تابعت «المساء» أطوارا مهمة منها، اعترف خلالها المتهم تمهيديا بأنه اعتدى على الضحايا بالسرقة تحت التهديد بواسطة السكين مع القاصر (ح.س) وأشخاص آخرين، وهو ما أكدته شهادة الضحيتين، اللذين صرحا بأن خمسة أشخاص، بينهم المتهم(م.ق)، اعتدوا عليهما بسرقة هواتف محمولة ومبلغ مالي وأقراط وسلسلتين تحت التهديد بالسلاح الأبيض. وحضر أحد الشهود وصرح بأن المتهم أشهر في وجهه سكينا وسلب منه سلسلة عنقية وهاتفا نقالا ومبلغ 3000 درهم وساعة يدوية، وأن أشخاصا التحقوا به فصاروا خمسة، وسلبوا من خطيبته سلسلة ذهبية وأقراطا وهاتفا نقالا، وأنهم قاموا باغتصاب خطيبته التي أصبحت حاملا وقد ولدت بنتا. وبعد مناقشة ظروف القضية وملابساتها والقرائن المحيطة بالنازلة، وبعدما تبين لهيئة المحكمة أنه لا يوجد في ملف القضية ما يثبت أن المتهم كوّن عصابة أو أنشأ اتفاقا الهدف منه القيام بإعداد أو ارتكاب جنايات ضد الأشخاص أو الأموال، قررت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بسطات عدم مؤاخذته بجناية تكوين عصابة إجرامية والحكم ببرائته منها، وبمؤاخذته بالسرقة بالسلاح والحكم عليه بعشر سنوات سجنا نافذا، وهو الحكم الذي تم تأييده من طرف غرفة الجنايات الاستئنافية في الأسبوع الماضي.