بعد رحيل الجنرال عبد الحق القادري عن لادجيد، لم يتردد محمد السادس في تعيين شخصية عسكرية أخرى لخلافته، وتم اختيار الجنرال أحمد الحرشي لتولي المنصب الجديد. السمعة التي اكتسبها في معركة بالصحراء في 1976 و1977 جعلته المرشح الأوفر حظا للإشراف على المخابرات العسكرية، لكن تلك الخبرة لم تشفع له حسب المتتبعين في تسيير دواليب جهاز تمتد تفرعاته وعيونه خارج المغرب، وهو ما عكسته القراءة الخاطئة للحرشي لوضعية الناشط الإسلامي الجزائري قمر الدين خيربان أحد مؤسسي الجبهة الإسلامية للإنقاذ بعد أن قرر في 20 شتنبر 2001 ترحيله من المغرب في اتجاه لندن، رغم أنه يتوفر على تأشيرة قانونية تخول له الإقامة بالمغرب. بعد ذلك بفترة قصيرة، أصدرت المديرية العامة للدراسات والمستندات بلاغا سريا وزعته على باقي الأجهزة الأمنية تشير فيه إلى حدوث انقلاب في الجزائر ضد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لكن سرعان ما تبين أن الخبر لم يكن صحيحا لأن الأمر لم يكن يتعلق سوى بمرور وحدات عسكرية أمام قصر المرادية. انضاف سوء التسيير وإهمال عيون لادجيد بالخارج إلى استقالة وتقاعد العشرات من الأطر الخبيرة مما عجل باتخاذ قرار الاستغناء عن خدمات الجنرال أحمد الحرشي وتعيين ياسين المنصوري كأول شخصية مدنية تتولى مسؤولية المخابرات الخارجية.