لم يتخيل الشاب عبد الحق القادري أن الاختيار سيقع عليه لمرافقة الملك الأمير مولاي عبد الله والسفر معه لاستكمال دراسته الجامعية بفرنسا. بعد عودته إلى المغرب، تم تكليف ابن الجديدة بمرافقة الأميرة للاعبلة، جدة محمد السادس في أسفارها الخارجية، كما تولى منصب الملحق العسكري بسفارة المغرب بباريس سنة 1965 وعمره لم يتجاوز25 سنة، كان خلالها حاضرا لعملية اختفاء المهدي بنبركة التي يرى القاضي راماييل أن العين العسكرية للمغرب في فرنسا كانت متورطة في قضية الاختطاف. سرعان ما انتهت رحلة الأسفار بعد أن تم تعيين القادري في أحد مكاتب المديرية العامة للدراسات والمستندات، كان خلالها الجنرال الدليمي يحتل منصب نائب الرئيس. استطاع القادري في تلك الفترة أن يوسع شبكة علاقاته بعملاء في الخارج، قبل أن ينتقل إلى العمل لفترة قصيرة في الأمن التي رأس إدارته العامة، لكنه سرعان ما عاد إلى «لادجيد» بعد الوفاة الغامضة لرئيسه السابق الجنرال الدليمي في يناير 1983. ويقال إن فترة وجوده على رأس الجهاز مثلت العهد الذهبي لمديرية المستندات، حيث قام ضباطه بالعديد من العمليات الناجحة بالجزائر في إطار حرب الصحراء.