سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خديجة مفيد: مافيا المخدرات داخل المؤسسات التعليمية تتمكن من المراهقين قالت إن جمعيتها تعمل على مساعدة التلاميذ على الإقلاع عن المخدرات عبر المصاحبة النفسية
ب140 ألف درهم كميزانية سنوية تحاول جمعية «الحضن» الوقوف على مشاكل التلاميذ، من خلال إنشاء مراكز الاستماع بمجموعة من المؤسسات التعليمية بجهة الدارالبيضاء. وفي هذا الحوار تقول رئيسة الجمعية إن التلاميذ يعانون من غياب ثقافة أسرية تساعد على فهم شخصية المراهق والتواصل معه، وهشاشة العلاقة الزوجية مما ينعكس على نفسية المراهق، وتعاطي المخدرات وتمكن مافيا المخدرات من تلاميذ المؤسسات التعليمية، والتحرش الجنسي بالمحارم. قامت الجمعية بإنشاء مراكز الاستماع داخل المدارس للوقوف على مشاكل التلاميذ، هلا قربتنا من هذه التجربة ومن عمل الجمعية؟ - الجمعية الوطنية «الحضن» هي جمعية مدنية هدفها النهوض بالمرأة والأسرة والطفل ثقافيا وقانونيا واجتماعيا وتنمويا. تأسست بقيادة ومبادرة نسائية من أطر وفعاليات نسوية عالية لتؤدي واجب المواطنة من موقع مكتسباتها العلمية وكفاءاتها القيادية وقد جاء إنشاء مراكز الاستماع في إطار مصاحبة الطفولة في وضعية صعبة لتحقيق مجموعة من الأهداف أبرزها تعليم المراهق ثقافة البوح وتحقيق السلم مع الذات للرفع من مستوى الأهلية النفسية للموارد البشرية المغربية وتيسير التمدرس السليم ورفع معوقات الهدر المدرسي، وتم تحقيق ذلك بشراكة مع وزارة التعليم عن طريق الشراكة مع أكاديمية التعليم بالبيضاء ووزارة الصحة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية... أعتبر أن هذه المراكز قامت بدور مهم وايجابي جدا لأنها تأسست على أسس علمية واحترافية، حيث تميزت المراكز المؤسسة من الجمعية بخاصية الوسيط المحايد والحاضن للتلميذ من جهة، ومن جهة كونت طاقما من المستمعين تكوينا معرفيا متخصصا في مجال الاستماع للمراهق وخصائصه والآليات المنهجية التي يجب تبنيها وكذلك باعتماد الوسائل اللوجستيكية المسيرة لذلك في تجهيز فضاء خاص داخل تراب النيابات التي تم إحدى المراكز في إحدى مؤسساتها التعليمية. ما هو تقييمكم لعمل هذه المراكز، وكم مر على تأسيسها بالضبط؟ - استطاعت أن تتعرف على مشاكل الطفولة وخاصة المراهقين، حيث تم الوقوف على ثلاثة مشاكل مركزية منها: أ- غياب ثقافة أسرية تمكن من فهم شخصية المراهق والتواصل معه. - هشاشة العلاقة الزوجية مما ينعكس على نفسية المراهق. ب - رصد المشاكل الناجمة عن الأزمة القانونية والاجتماعية والأخلاقية التي يعاني المجتمع من مظاهرها: -تعاطي المخدرات وتمكن مافيا المخدرات داخل المؤسسات التعليمية. -الفقر والعوز المعيق لحياة كريمة وذهنية صافية. -التحرش الجنسي بالمحارم. هذه المراكز التي مر على تأسيسها ست سنوات، حيث إن الجمعية هي أول من بدأ الاستماع في المؤسسات بالمغرب، راكمت خبرة كبيرة في تأسيس المراكز وتكوين من يريد أن يتوجه إلى هذا المجال. كما أنها راكمت قاعدة معلومات ستعتمدها في إصدار التقرير الأول قريبا حول وضعية المراهق وأثرها على الهدر المدرسي لتقديم مذكرات اقتراحية للأطراف المعنية. هل تواكب الجمعية أعمال الاستماع مواكبة نفسية؟ وهل تقترح الجمعية بعض الحلول على الوزارة؟ - نعم تواكب الجمعية عمل الاستماع بمصاحبات نفسية ومنها تدبير الإقلاع عن المخدرات وإحالة الحالات المرضية على أطباء متخصصين وتحليل المعطيات لمصاحبة أخصائيين نفسانيين، كما أنها تواكب الاستماع بحصص الفحص الطبي المجاني من أطباء متطوعين مسؤولين في الجمعية أو متعاونين معها وتصاحب كل هذا بتقديم خدمات اجتماعية وقانونية حسب الإمكانيات المتوفرة لديها. ما هي الميزانية المخصصة لهذه المراكز، وهل تساهم وزارة التعليم فيها؟ - لقد أطلقت الجمعية برنامج تعميم مراكز الاستماع داخل تراب الأكاديمية، وقد أكملت الشطر الأول منها وتسعى إلى توفير الآليات والإمكانيات المادية لإطلاق الشطر الثاني. كما أنها أطلقت بعد تقييم سنتين من الاستماع مشروع «تلميذي مستقبل بلادي» من أجل مؤسسة تعليمية بلا تدخين ولا مخدرات، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومدته محددة وهي في طورها الأخير. وتجدر الإشارة إلى أنه تم الانتهاء من الجزء الأول منها بتأسيس فريق المشعل من التلاميذ الذي يواصل اليقظة داخل الفضاء الذي نظمت فيه الحملات. الميزانية المخصصة لمراكز الاستماع تناهز 140.000 درهم سنويا ما بين التجهيز والتسيير والتكوين. وقد تم فتح المركز الأول لمصاحبة الطالب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط والذي يقدم خدمات للطالب كتجربة أولى. لحد الآن لا تساهم وزارة التعليم بدعم مالي في هذه الميزانية، ونحن نطمح لتوسيع الشراكة لتكون مع الوزارة حول أمرين، أولهما تعميم مراكز الاستماع في جهة الدارالبيضاء الكبرى تحت إشراف أكاديمية التعليم، ووضع خبرة «الحضن» رهن إشارة الجهات الأخرى لتأسيس مراكز الاستماع بشكل افتراضي يخدم المصلحة العامة ويعتمد من وزارة التعليم في إطار مجتمع مدني مستقل. ما هي أبرز المشاكل التي وقفتم عليها خلال اشتغالكم بهذه المدارس؟ - أبرز المشاكل التي تواجهنا لحد الآن هي الهشاشة الاجتماعية التي يعيش فيها أغلب المراهقين، والتي تجعلهم يطلبون خدمات أساسية لا نستطيع توفيرها بحكم كثرة العدد ومنها الدواء والكتب والعلاج، كعلاج أمراض العيون والأسنان والمشاكل القانونية. وأخطر المشاكل التي وقفنا عليها إلى الآن هي جر التلاميذ إلى المخدرات والتحرش الجنسي بالمحارم، الذي له أسباب موضوعية منها العيش في فضاء لا تتوفر فيه الشروط العلمية للقضاء العام الذي يسع الأسرة.