أعلن ناطق باسم الشرطة الإسرائيلية اعتقال الشيخ رائد صلاح، زعيم الحركة الإسلامية في إسرائيل، الأحد الماضي، إثر شجار مع الشرطة في معبر أريحا المؤدي إلى الأردن. وأضاف أنه تم نقل الشيخ صلاح إلى القدس لاستجوابه، بينما سمح لزوجته بدخول الأردن. ويقول ميكي روزنفلد إنه يشتبه في أن الشيخ رائد صلاح، الذي يتزعم الحركة الإسلامية، «ضرب ضابطا في الشرطة خلال شجار نشب خلال استجواب زوجته» التي كانت ترافقه. وقد أفرج عن الشيخ صلاح في ديسمبر بعد سجنه خمسة أشهر لأنه بصق على شرطيين إسرائيليين خلال تظاهرة. وقبل ذلك قضى الشيخ صلاح سنتين في السجن وخرج سنة2005، وقد اتهمته السلطات الإسرائيلية بإقامة علاقات مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس، التي تسيطر على قطاع غزة. كما اعتقل في سنة 2009 لأنه شارك في أسطول المساعدات الإنسانية الذي تعرض إلى هجوم البحرية الإسرائيلية عندما كان متوجهًا إلى غزة في 31 ماي في المياه الدولية، مما أسفر عن مقتل تسعة أتراك، مما أثار استنكارا دوليا.كما اعتقل مرارًا لأنه شارك في تظاهرات احتجاج على الأشغال التي تقوم بها إسرائيل تحت باحة المسجد الأقصى في القدس. وتخوض الحركة الإسلامية حملة لدى عرب إسرائيل منذ عدة سنوات تهدف إلى «إنقاذ الأقصى». وتحظى هذه الحركة غير الممثلة في البرلمان بالشرعية في إسرائيل، لكنها تخضع لمراقبة شديدة للاشتباه في اتصالها مع حركات إسلامية أخرى عبر العالم. ويبلغ عدد عرب إسرائيل المتحدرين من 160 ألف فلسطيني لم يغادروا أراضيهم بعد قيام إسرائيل سنة 1948 نحو 1.3 مليون نسمة، أي 20 بالمائة من مجمل سكان إسرائيل. وتعاني هذه الفئة من التمييز، لا سيما في مجال التوظيف والسكن في المدن اليهودية. من جهة أخرى، قال سليمان إغبارية، القيادي في الحركة الإسلامية، الذي رافق الشيخ رائد في رحلة العمرة قائلا: «لقد تعرض الشيخ رائد صلاح وزوجته للاستفزاز من قبل السلطات الإسرائيلية لدى دخولهما البلاد من معبر أريحا (أللنبي)، من خلال محاولة إخضاع زوجة الشيخ رائد للتفتيش المهين، إذ قامت بعض موظفات الأمن بمحاولة إخضاعها للتفتيش العاري، الأمر الذي رفضته رفضا قاطعا، مما جعل الشيخ رائد يتدخل مدافعا عن حق زوجته في المعاملة اللائقة والمحترمة، وأخذ يصيح على موظفي الأمن في المعبر، مستنكرا هذه المعاملة اللاأخلاقية، فقامت قوات الأمن على الفور بتوقيف الشيخ رائد صلاح وزوجته بادعاء أنهما قاما بإعاقة عمل موظفي الأمن». وقال سليمان إن «الأمر اللافت للانتباه أن قوات الأمن قامت بتوثيق كل مراحل اعتقال الشيخ رائد من خلال تصويره بكاميرا فيديو، منذ اللحظة الأولى من دخوله المعبر، وهذا الأمر لم تقم به السلطات مع أي شخص آخر من المعتمرين غير الشيخ رائد صلاح، مما يدل على التحضير المسبق لعملية الاعتقال وتلفيق التهم من خلال استفزازه وزوجته، والأمر الذي يؤكد ذلك هو أن موظفي الأمن لم يسألوا الشيخ رائد أو يحققوا معه في أي موضوع آخر يتعلق برحلة العمرة». وسبق لسلطات الاحتلال أن اعتقلت صلاح عدة مرات اعتقالات تعسفية، وأمضى قبل ذلك مدة خمسة أشهر خلف القبضان، بعد اتهامه بالتهجم على شرطي إسرائيلي بأن «بصق» عليه. كما أوقف بعد مشاركته في قافلة الحرية لرفع الحصار عن غزة العام الماضي. وتأتي ملاحقة صلاح الدائمة في ظل حملة تشنها السلطات الإسرائيلية على قيادات الشعب الفلسطيني في الداخل منذ عدة سنوات، والتي يرى البعض أنها تهدف إلى ترهيب المواطنين من خلالها، والتضييق على أنشطتهم السياسية والمدنية.