يبدو أن مسلسل تجاوزات رجال الأمن واعتداءاتهم المتكررة على المواطنين لن ينتهي في إقليمالقنيطرة، رغم ارتفاع الأصوات المطالبة بتجسيد المفهوم الجديد للسلطة وتفعيل الحكامة الأمنية الجيدة التي تجعل أمن وأمان المواطنين في صلب اهتمامات مصالح الأمن. فبالمركب الاستشفائي في القنيطرة يرقد مواطن، ينحدر من دوار «أولاد مصباح الكبار»، التابع لجماعة سيدي محمد لحمر، منذ أكثر من أسبوعين، بعد تعرضه لاعتداء شنيع من طرف دركي. وقالت زوجة الضحية «ش ع»، في شكاية توصلت بها «المساء»، إن أحد الدركيين بمحطة الأداء بمنطقة «الدلالحة» اعتدى على زوجها، وأصابه برضوض في ذراعه الأيسر، حيث أصيب بكسر خطير يستوجب إجراء عملية جراحية عاجلة. ودعت المشتكية وكيل الملك بابتدائية القنيطرة إلى فتح تحقيق عاجل حول ملابسات هذه القضية، وملاحقة كل من ثبت تورطه في حادث الاعتداء، سيما، تضيف المشتكية، أن رجال الدرك استمعوا إلى أقوال زوجها وتصريحاته في محضر قانوني. وأعربت عائلة الضحية عن تخوفها من إمكانية القفز على الحقائق وتحوير المعطيات، مشيرة إلى استغرابها الشديد من كون المعتدى عليه المصاب يوجد تحت الحراسة الأمنية المشددة بالمستشفى، وهو المعطى الذي قالت عنه العائلة إنه يصب في اتجاه تبرئة ذمة الطرف المعتدي وتحويل الضحية إلى متهم، ملتمسة من القضاء إنصاف ابنها المعيل الوحيد لأبنائه الثمانية. من جانب آخر، وجه المواطن أحمد المحمدي، الذي يشتغل مساعد تاجر بقيسارية السملالي في المدينة نفسها، شكاية إلى الشرقي اضريس، المدير العام للأمن الوطني، يتهم فيها أحد رجال الأمن بالاعتداء عليه بالصفع والسب والشتم، مطالبا بإنصافه. وانطلقت وقائع هذه القضية بأحد المحلات المختصة في بيع الملابس الجاهزة للرجال، حينما تدخل الشرطي المذكور بعنف في حق المشتكي وهاجمه بقوة، بعدما رفض هذا الأخير تخفيض ثمن قميص صيفي أراد أحد مرافقي الشرطي اقتناءه، حيث انهال عليه هذا الأخير باللكمات ثم قام بتصفيده، وحاول نقله عبر سيارته الخاصة، نوع رونو، قبل أن يتدخل الباعة الموجودون بالقيسارية ليمنعوا رجل الأمن من مواصلة اعتدائه على زميلهم.