أصبحت الحرائق المتتالية التي تشهدها واحات جماعة أسرير بإقليم كلميم تشكل قلقا بالغا لدى المتتبعين حول مصدرها وملابساتها وسرّ انحصار هذه الحرائق في مجملها بهذه الواحة. ذلك أن الحريق الأخير الذي شهدته واحة «ثغمرت»، والذي أتى على ما يزيد عن 100 نخلة وعشرات من أشجار الزيتون والرمان، أثار عددا من التساؤلات بخصوص العامل البشري قوي الاحتمال في مثل هذه الأحداث، والخلفيات الحقيقية وراء تكرار الحرائق بهذه المنطقة، خاصة أن السلطات في كل مرّة تفتح تحقيقا في هذه الأحداث دون الوصول إلى أي نتيجة تضع كل المعنيين أمام صورة واضحة لما يجري. وكشف موقع «صحراء بريس» الإخباري عن إشكالية أخرى تتعلق بالتخوف الكبير لدى الساكنة المحلية من احتمال وصول النيران إلى المنازل المتواجدة في قلب الواحة، فضلا عن الاحتمال القوي في أن تحترق الأسلاك الكهربائية. وحسب مصادر «المساء»، فإن الحريق الذي اندلع نهاية الأسبوع المنصرم لم تتم السيطرة عليه نهائيا إلا في اليوم الموالي بعد أن لجأت عناصر الوقاية المدنية إلى استعمال معدات جديدة جلبتها جماعة أسرير مؤخرا، وأضافت المصادر ذاتها أن الجهود التي تبذلها عناصر الوقاية المدنية تصطدم بغياب مسالك تسهل على الآليات عملية الولوج إلى عمق الواحة للسيطرة على الحرائق. وأوضح مصدر ل«المساء» بجماعة أسرير أن هذه الأخيرة عقدت لقاءات مشتركة مع الجهات المعنية، مؤخرا، أسفرت عن الاتفاق على خلق 6 نقط جديدة للتزود بالماء وجلب فوّهات الحريق بأسرير وثغمرت وفتح مسالك جديدة لتسهيل ولوج الآليات إلى الواحة، وأضاف المصدر أن التنسيق المشترك مع مصالح الوقاية المدنية أسفر عن الاتفاق على تكوين حوالي 20 متطوعا من الساكنة المحلية للقيام بالتدخلات الأولية في انتظار وصول عناصر الوقاية المدنية، ذلك أنه سيتم تدريب هؤلاء على استعمال الآليات والتجهيزات التي اقتنتها الجماعة تنفيذا لما جاء في المخطط الجماعي للتنمية لأسرير 2009/2014. ويتحدث المخطط المشار إليه عن إعداد مخطط وقائي ومستعجل ضد الحرائق، انطلاقا من التشخيص الذي يؤكد أنه منذ السبعينيات تمّ إهمال بساتين النخيل، وأن هناك غيابا لأي إصلاح أو تشذيب للأغصان الميتة مما يجعل عددا من المواقع سريعة التأثر بالحرائق، ذلك أن الإحصاءات التي يتضمنها المخطط تشير إلى تسجيل 14 حريقا بالواحة بين سنتي 2007 و2008 تسبّب في إتلاف 1400 نخلة.