تستحق بعض التوابل والأعشاب أن تنتقل من المطبخ إلى رفوف صيدلية المنزل، لما لها من فوائد طبية وصحية، بعد أن أثبتت الأبحاث أن فيها مكونات طبيعية تدمر الميكروبات والفطريات وتقاوم التسمم الغذائي كما تفيد في علاج الأمراض. النعناع البري أو فليو وتوجد هذه العشبة خاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وغرب المغرب، مصر، شمال إفريقيا وأوربا. الاستخدام التاريخي أو التقليدي: استخدمت هذه العشبة طوال التاريخ لإحداث تأثير منشط عام عند كثير من الأفراد. فقد كان شاي النعناع البري مشروبا عاديا في إنجلترا، وخاصة في ايرلندا، قبل قدوم الشاي التقليدي من الصين. وقد تم علاج عدة حالات مرضية باستعمال النبات، بما فيها السرطان، وآلام الأسنان، ومسمار القدم، والطفح الجلدي. كما استعملت العشبة لإدرار البول، وتسهيل نزول الطمث المتخلف، وإجهاض الأجنة الميتة في الرحم، ولتفتيح الرئة المسدودة (كما في حالات الربو)، وقصر النفس، وأيضا في علاج حالات الكدمات الداخلية، من قبل أطباء الأعشاب التقليديين. المركبات الفعالة: يحتوي الزيت الأساسي في النعناع البري على المونوتربين، المماثل للفلوبوترياتز، الموجودة في الناردي ، المهدئ للأعصاب والأكثر شهرة في الاستخدام. وقد أثبتت الدراسات التي أجريت على الحيوانات (عدا تلك التي اشتملت على القطط) أنه يزيد من الرغبة في النوم. والمونوتربين يساعد أيضا في علاج السعال. وتعتبر العشبة نافعة في علاج حالات تهيج المعدة حيث تعمل على تهدئتها، كما أنها مضادات للحميات، ومحرضة على التعرق. والعشبة طعمها طيب، وتصلح لعلاج حالات الأنفلونزا، والبرد العام، والحميات لدى الأطفال خصوصا لو تم عمل شاي كل من (عشبة النعناع البرى) مع زهور (عشبة البلسان) وتمت تحليتهما بالعسل. والنعناع البري مضاد للغازات المتواجدة في الجهاز الهضمي، ويساعد في عمليات هضم الطعام، ومزيل لمغص الأمعاء. وصبغة العشبة تستخدم في علاج بعض حالات الروماتيزم، والتهاب المفاصل. ويستخدم مرهم العشبة في علاج البواسير الشرجية. تم استخدام النعناع البري بالارتباط مع الحالات التالية: نوبات السعال الحاد. الأرق وعدم القدرة على النوم بسهولة. في خفض أعراض بعض الحميات. تطبل المعدة نتيجة لتكون الغازات بها. ما هو المقدار الذي يتم عادة تناوله؟ يمكن إعداد شاي النعناع البري بإضافة كأسين من الماء المغلى إلى ملء 1 - 2 ملعقة شاي أي(5 - 10) جرامات من العشبة، يغطى ثم ينقع لمدة عشر إلى خمس عشرة دقيقة ويشرب 2-3 كؤوس في اليوم. بالنسبة للأطفال المصابين بالسعال، يمكن استخدام 5 مللتر من الصبغة ثلاث مرات في اليوم ويمكن للكبار استخدام ضعف هذا المقدار.