شهدت مدن الجبل الغربي معارك عنيفة، حيث استهدفت قوات القذافي مواقع الثوار بصواريخ غراد, وسُجل سقوط أكثر من ثلاثين قتيلا، حسب ما أفادت به وكالة «فرانس بريس» في مدينة «كتلة» جنوب غرب العاصمة طرابلس. كما شهدت المدينة، وفق مصادر الثوار، نزوح مئات الأسر، مع اشتداد القصف عليها. وفي مصراته قتل شخص، فجر يوم أمس الأحد، حسب ما أفادت به وكالة «رويترز»، بينما تخوض قوات القذافي معارك عنيفة للسيطرة على المدينة التي شهدت خلال الساعات الماضية مقتل اثنين من الثوار ومدني واحد، فيما ذكر الثوار أنهم تمكنوا من قتل سبعة قناصة من كتائب القذافي. وقد دعا كمال حديثة، منسق علاقات المجلس العسكري والمجلس الانتقالي الليبي، قوات التحالف إلى التركيز على منطقة الجبل الغربي، إضافة إلى الأماكن المحيطة بمصراتة لحماية الشعب الليبي، كما أكد أن القذافي مازال يستعمل آليات متطورة وأسلحة فتاكة، وأنه قام «بزرع الألغام على حدود سرت لمنع الثوار من دخولها». ومن جهة أخرى، من المقرر أن يلتقي محققون اسكتلنديون مع مسؤولين من وزارة الخارجية البريطانية، اليوم الاثنين، لبحث أمر المنشق الليبي موسى كوسة المطلوب لدى السلطات الاسكتلندية للتحقيق معه في تفجير طائرة أمريكية فوق بلدة لوكربي عام 1988. نيران الناتو تقتل الثوار قتل 13 شخصا، على الأقل، في قصف إحدى طائرات التحالف الدولي لقافلة سيارات تابعة للمعارضة في الطريق ما بين اجدابيا والبريقة. وقال أطباء من مستشفى في اجدابيا، في مقابلة مع «بي بي سي»، إن من بين قتلى قصف طائرة التحالف ثلاثة من طلبة الطب. وقال حلف شمال الأطلسي (ناتو) إنه يبحث في الواقعة وإن كان من الصعب جدا التحقق من تفاصيل ما حدث. وذكرت الأنباء أن القصف الجوي تم بعدما أطلقت سيارات المعارضين قذيفة مضادة للطائرات. وأفاد اندرو ويسلون، مراسل سكاي نيوز، الموجود حالياً في بنغازي، بأن قوات القذافي توقفت عن استخدام المدرعات والعربات العسكرية، وتستخدم حاليا سيارات مدنية لإحداث إرباك بين الثوار. وأضاف: «هذه إحدى المخاطر لفرض منطقة حظر جوي، والتي تتعلق بشن غارات محدودة على الأرض، ونسمع عن تقارير غير مؤكدة بعد، لكن يبدو أن الغارة نفذتها طائرة من طراز A10 كانت تحلق على علو منخفض، وهي من نوع الطائرات التي تُستخدم ضد الأهداف الأرضية، خصوصاً تدمير المدرعات». كما قال المتحدث باسم الثوار الليبيين، مصطفى الغرياني، إن حتى الثوار يخطؤون أهدافهم في بعض الأحيان. ليبيا ترفض شروط وقف إطلاق النار رفضت الحكومة الليبية شروط وقف إطلاق النار التي اقترحتها المعارضة، مؤكدة أنها غير مستعدة لسحب قواتها من المدن التي تسيطر عليها. وقال المتحدث باسم الحكومة، موسى إبراهيم، «إنهم يطلبون منا أن ننسحب من مدننا، إذا لم يكن هذا ضربا من الجنون، فأنا لا أعرف ماذا أسميه، أنا أؤكد.. لن تنسحب القوات الحكومية من هذه المدن». وأضاف إبراهيم أن «المتمردين لم يقترحوا السلام أبدا، بل إنهم يقترحون طلبات مستحيلة». وأكد في الوقت ذاته أن النظام الليبي لا يزال مستعدا للسلام والحوار، معتبرا أن قوات القذافي تحترم وقف إطلاق النار الذي فرضه قرار الأممالمتحدة. واعتبر موسى الضربات الجوية لقوات التحالف الدولي جرائم ضد الإنسانية، مشيرا إلى وقوع خسائر في صفوف المدنيين في قصف جوي بالقرب من مدينة البريقة. وكانت المعارضة الليبية قد أعلنت، في وقت سابق، أنها مستعدة للتقيد بوقف مشروط لإطلاق النار إذا ما توقفت القوات الموالية للعقيد معمَّر القذافي عن مهاجمة المدن التي يسيطر عليه المعارضون. وقال مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض: «إن شرط المعارضة للقبول بوقف إطلاق النار هو أن تنسحب كتائب وقوات القذافي من المدن الليبية وأن تتاح للشعب الليبي حرية الاختيار والتظاهر السلمي ضد الحكومة». ومضى عبد الجليل قائلا: «عند ذلك، سيرى العالم أن الليبيين يختارون الحرية». «انصروا القذافي ظالماً أو مظلوماً» تخرج مذيعة ليبية تدعى هالة المصراتي كل ليلة على القناة الليبية الحكومية بمواقف وآراء مختلفة، يرى فيها فريق من المشاهدين شيئاً من الغرابة والطرافة معاً، في حين يقول متابعون إن هذه الآراء تلطف الأجواء المأساوية التي تغطي الساحة الليبية في الآونة الأخيرة. هالة المصراتي، مذيعة في القناة الليبية، لها موقف من كل شيء، وشعارها هو «انصروا القذافي ظالماً أو مظلوماً، وقد وصل بها الحال إلى تبرير القرارات التي يتخذها النظام الليبي، ولو كانت تبريراً مخالفاً للمنطق، عبر خروجها كل ليلة في برنامج مباشر لتعطي المشاهد ما رآه البعض جرعة كوميديا، بدأتها بفتوى تحرم فيها تبني مجلس الأمن لقرار الحظر الجوي على ليبيا، لأن التبني محرم في الإسلام، على حد تعبيرها. المصراتي لم تقف عند حد ممارسة الدور الإعلامي، بل تعدت ذلك لتلبس شخصية المحققة الأمنية، عن طريق استجوابها لإحدى الإعلاميات السوريات التي قبضت عليها قوات القذافي بتهمة إمداد الثوار والإعلام بالمعلومات. المذيعة الليبية وتصريحاتها المثيرة للغرابة حيناً، والضحك أحياناً أخرى، أعادت بالذاكرة المشاهدين إلى حقبة وزير الإعلام العراقي إبان الحرب، محمد الصحاف، سواء بتصريحاته وتعليقاته أو استخدامه لمفردات لم تكن معروفة على المستوى العام آنذاك، على غرار «العلوج». إيمان العبيدي في عداد المختفين قال عتيق العبيدي، والد الليبية التي انتزعتها عناصر النظام الليبي أمام كاميرات وسائل إعلام دولية، إثر اتهامها عناصر تابعة للعقيد الليبي معمر القذافي باغتصابها، منذ أكثر من أسبوع، إن ابنته اختفى أثرها منذ ذلك الوقت، رغم إعلان الحكومة الليبية سابقاً الإفراج عنها. وأعرب العبيدي في حديث ل»CNN» عن بالغ قلقه على أمن ابنته قائلاً: نأمل أنها مازالت على قيد الحياة.. نصلي من أجل سلامتها.. أعتقد أنها مسجونة في مكان ما». واختفى أثر إيمان منذ 26 مارس المنصرم، بعدما اقتحمت بهو فندق للصحافيين الأجانب في العاصمة، طرابلس، لتعلن أنها احتجزت رغم إرادتها لمدة يومين وتعرضت لاغتصاب جماعي بواسطة 15 من العناصر الموالية للزعيم الليبي، معمر القذافي. ويأتي «اختفاء» العبيدي، رغم تأكيد موسى إبراهيم، المتحدث باسم الحكومة الليبية، الخميس، أن إيمان سوف تظهر أمام الإعلام خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال إبراهيم إن العبيدي يمكنها، كما يأمل، أن تستقبل صحافيتين أو ثلاثة بحلول السبت المقبل.
معارك طاحنة في ساحل العاج وكلينتون تدعو غباغبو إلى الرحيل تتواصل المعارك الشرسة في ساحل العاج بين قوات الرئيس المعترف به دوليا، الحسن وتارا، والرئيس المنتهية ولايته، لوران غباغبو، للسيطرة على العاصمة التجارية للبلاد أبيدجان، في حين تفيد الأنباء بمقتل 800 شخص في يوم واحد غرب ساحل العاج وبوجود مقابر جماعية. ووجهت قوات غباغبو نداء عبر شاشات التلفزيون الحكومي لحمل السلاح، بعد أن استعادت السيطرة على البناية التي وقعت في أيدي قوات وتارا لبرهة من الوقت. ويعترف المجتمع الدولي بوتارا رئيسا لساحل العاج، بعد فوزه في الانتخابات في شهر نونبر الماضي، كما أعلنت مفوضية الانتخابات، لكن خصمه غباغبو ادعى الفوز في هذه الانتخابات. وتتركز المعارك حول القصر الرئاسي وثكنات القوات التي لا تزال موالية لغباغبو في منطقة قاعدة «أجبان» في وسط المدينة. من ناحية أخرى، أعلنت الأممالمتحدة أن النسبة الكبرى من مئات الجثث التي عثر عليها الأسبوع الماضي في مدينة دويكويه، الواقعة غرب البلاد، هي لأشخاص قتلوا على أيدي عناصر من القوات الموالية لوتارا، بينما قتلت النسبة الباقية على يد «مرتزقة موالين لغباغبو». وتقول الأممالمتحدة إن 330 شخصا قتلوا في أعمال عنف عرقية في مدينة دويكويه، بينما تقدر منظمات الإغاثة عدد القتلى ما بين 800 وألف شخص. من جانبها، أدانت كل من فرنسا وبريطانيا ارتكاب أعمال عنف ضد المدنيين وحذرتا كل من تورط في ارتكاب هذه الأعمال بتعرضهم للمساءلة. وقالت الرئاسة الفرنسية، في بيان، إنها مع الرئيس العاجي المنتخب الحسن وتارا «ندعو كافة الأطراف في ساحل العاج إلى التزام أقصى درجات ضبط النفس والامتناع بشكل صارم عن ارتكاب أي عنف ضد المدنيين». وقال آلان جوبيه، وزير الخارجية الفرنسي، إن «غباغبو يعيش أيامه الأخيرة كرئيس دولة، ويواجه الضغط الجماعي عليه لإرغامه على الرحيل، وهذا ما نامله». وأضاف «أنه مرغم على الرحيل اليوم، فهو منعزل تماما، كل دول إفريقيا طلبت منه الرحيل». في غضون ذلك، أصيب أربعة جنود تابعين لقوة الأممالمتحدة المنتشرة في ساحل العاج ب»جروح بالغة» على يد القوات التابعة لغباغبو. ومن جهتها، قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، يوم أمس الأحد، إن رئيس كوت ديفوار المنتهية ولايته، لوران غباغبو، «يجب أن يرحل فورا»، معتبرة أن بقاءه يؤدي إلى «الفوضى». وأضافت كلينتون في بيان لها أن واشنطن تشعر بقلق عميق أمام «الوضع الخطير الذي يتدهور» في كوت ديفوار، لاسيما في ضوء المعلومات الواردة عن حدوث مجازر على نطاق واسع في غرب البلاد التي قالت إن «غباغبو يدفعها إلى الفوضى». وكانت منظمة كاريتاس الخيرية غير الحكومية في كوت ديفوار قد أعلنت أول أمس السبت أن ألف شخص قد قتلوا أو فقدوا في مدينة دويكوي غرب البلاد، والتي شهدت معارك طاحنة بين أنصار الرئيس المنتهية ولايته، لوران غباغبو، وخصمه الحسن وتارا، الذي اعترفت الدول الغربية بأنه الرئيس الشرعي للبلاد منذ فوزه بالانتخابات الرئاسية هناك.