أقدم نزيل محكوم بالإعدام على احتجاز موظف في السجن المحلي في مدينة تيفلت، في بحر الأسبوع المنصرم، داخل زنزانته، لإثارة الانتباه إلى الوضعية المزرية التي يعيشها داخل هذا السجن. وكشفت المصادر أن السجين بنعيسى غفار، الملقب ب«الخنفوري»، احتجز حارس سجن لمدة فاقت خمس ساعات، وهو ما دفع إدارة المؤسسة إلى إعلان حالة استنفار أمني. ولم تفلح المفاوضات التي قادها مصطفى جباطة، مدير السجن، في «تخليص» الموظف الرهينة من قبضة السجين، حيث رفض الخنفوري إطلاق سراحه وأصر على ضرورة حضور كبار المسوؤلين في المندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج، للكشف لهم عما وصفها ب«الخروقات والتجاوزات» التي يعرفها السجن الجديد في مدينة تيفلت، والذي يطلق عليه السجناء، خاصة منهم المحسوبون على تيار السلفية الجهادية، «اسم غوانتنامو المغرب»، لفظاعة الانتهاكات التي تمارس فيه، حسب تعبيرهم. وأضافت المصادر نفسها أن حفيظ بنهاشم، المندوب العام لإدارة السجون، أوفد محمد بادة، عن المفتشية العامة، إلى سجن تيفلت، لفتح حوار مباشر مع «الخنفوري»، المحكوم عليه بعقوبتي المؤبد والإعدام، والاستماع إليه وإنجاز تقرير مفصل ودقيق حول أسباب احتجازه الموظف. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن «الخنفوري» كشف لمبعوث بنهاشم، بعدما أقنعه هذا الأخير بإنهاء احتجازه للموظف، معاناته المريرة مع رئيس المعقل والاستفزازات التي يتعرض إليها من طرفه وحرمانه «الانتقامي» من جميع الحقوق الأساسية، كالفسحة والأكل والزيارة، بداعي وجود تعليمات في هذا الشأن، رغم أنه لم يرتكب أي مخالفة أو تصرف مشين، داعيا الجهات المعنية إلى توفير الحماية له وتغيير نظرة المسؤولين إليه كمجرم وتمتيعه بكافة الحقوق التي يخولها له القانون كسجين.