في غضون 50 سنة تراجع سن الزواج الأول بشكل كبير، حيث سجلت سنة 2010 ارتفاع متوسط سن زواج المرأة إلى 26. 6 سنوات والرجال إلى 31. 4 سنوات، مسجلين تأخرا ب9. 3 سنوات و7. 5 سنوات على التوالي مقارنة بسنة 1960. العنوسة ليست مشكلا يؤرق حياة المرأة المغربية فقط، بل أصبحت ترخي بظلالها على مستقبل المجتمع المغربي في ظل ارتفاع حالات العنوسة، التي تؤدي إلى انخفاض معدلات الخصوبة وبالتالي تغيير الهرم السكاني، خاصة مع ارتفاع أمد الحياة. ففي غضون 50 سنة تراجع سن الزواج الأول بشكل كبير، حيث سجلت سنة 2010 ارتفاع متوسط سن زواج المرأة إلى 26. 6 سنوات والرجال إلى 31. 4 سنوات، مسجلين تأخرا ب9. 3 سنوات و7. 5 سنوات على التوالي مقارنة بسنة 1960. فبسبب الاستقلالية والدراسة التي أصبحت تعرفها الفتاة المغربية بدأت تقترب من سن زواج الذكور لينحصر الفارق الذي يفصل سن الزواج ما بين الجنسين من 6,6 إلى 4,8 سنوات. لكن، ما هو الحل لتشجيع الشباب من أجل الزواج، الجواب جاء عن طريق إنشاء وكالات أو حتى جمعيات لتدبير وتشجيع الزواج في صفوف المغاربة. بأحد الأزقة المتواجدة بحي أكدال بمدينة الرباط يوجد مكتب لوكالة عالمية للزواج، وتهدف هذه الوكالة التي أنشئت قبل عشر سنوات إلى البحث عن شريك للحياة بالنسبة للمغربيات اللواتي يرغبن في الارتباط بأجانب من فرنسا أو بلجيكا وفي بعض الأحيان من كندا. وذلك بتعاون مع ما يقارب 100 وكالة مشابهة في فرنسا. يتوافد على الوكالة نساء من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، للبحث عن رجل أجنبي بعدما فشلن في العثور على زوج مغربي. هروب من شبح العنوسة لن يكلف صاحبته أكثر من 1200 درهم مغربية لفتح ملف بالوكالة التي تدبر اللقاء الأول بينهما، بعد تعرفهما على بعضهما البعض عبر الإنترنت، لينتقل العريس إلى المغرب من أجل زيارة من قد تكون شريكة حياته، لكن أغلب هؤلاء العرسان يتجاوز عمرهم الخامسة والأربعين. جمعية «كرامة» بطنجة، تشجع الشباب على الزواج لمحاربة العنوسة وتأخر سن الزواج، فحسب الإحصائيات الرسمية للمندوبية السامية للتخطيط، فإن مغربية واحدة فقط من بين 10 تستطيع الزواج مابين 15 و19 سنة. وقد جاءت فكرة إنشاء هذه الخدمة داخل الجمعية التي تعنى بتنمية أوضاع المرأة نتيجة عزوف الشباب عن الزواج بسبب غلاء المعيشة والبطالة، فارتفاع تكلفة المعيشة وكذا تقاليد الزواج تثقل كاهل الشباب المغربي الذي يرغب في الزواج، ومنه جاءت فكرة الجمعية بتنظيم حفلات «زواج جماعية» تقول وفاء بن عبد القادر، رئيسة جمعية «كرامة» في تصريحات ل«المساء». فجمعية كرامة تسهر على تنظيم مهرجانات للزواج الجماعي، بعد الخلاصات التي خلصت إليها مراكز الاستماع، وفي هذا الصدد قالت رئيسة الجمعية إن الحالات الواردة على مراكز الاستماع، التي كان مصيرها الطلاق بعد السنة الأولى أو السنة الثانية من الزواج يكون نتيجة غياب الثقافة الأسرية، لذلك تنظم الجمعية دورات تكوينية، تقول بن عبد القادر، خلال الحملات التي تنظمها في إطار الاحتفالات العالمية بالأسرة. وتنظم دورات أخرى للمقبلين على الزواج لمدة تصل إلى أربعة أشهر حول التربية الأسرية. الجمعية نظمت السنة الماضية حفلا لتزويج 16 فتاة في وضعية صعبة. لكن، في حال قبول الفتيات من أجل الاستفادة من الزفاف الجماعي فإن الفتاة ملزمة بحضور الدورات التكوينية في الجانب الحقوقي والقانوني وكذا التربية الأسرية. الهدف من هذا كله، حسب رئيسة الجمعية، هو تشجيع الشباب على الزواج بأقل كلفة. ويتم قبول طلبات الزواج بناء على ملفات تودع لدى الجمعية مع اقتراب مهرجان الزواج، الذي تنظمه كل سنة، وتبرز هذه الملفات الحالة الاجتماعية للعروسين. وفي هذا الصدد، أوضحت بن عبد القادر أن الجمعية استقبلت في بعض الأحيان طلبات لعرسان عقدوا نكاحهم لكنهم لم يتمكنوا من إقامة حفل الزفاف. وعلاوة على التكفل بحفل الزفاف، فإن الجمعية تقوم «بمساعدة هؤلاء العرسان على تأثيث منازلهم أو تجهيزها بالكامل»، تقول رئيسة جمعية كرامة مفسرة.