أكد أدباء ومثقفون مغاربيون, أن "الكتابة باللغة الفرنسية لا تعني إنسلاخهم عن ذواتهم وثقافتهم وهويتهم العربية". وأشاروا خلال مشاركتهم في ندوة "منبر الحوار" أمس الجمعة, ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته ال21, أن "روحهم ووجدانهم وارتباطهم بالوطن الأم حاضر بثقله في أغلب كتاباتهم باللغة الفرنسية". واعتبروا أن الأعمال الأدبية الموجهة للناطقين باللغة الفرنسية والتي لا تلقى ربما تجاوبا من قبل أهل المشرق, تعالج بدورها مختلف الإشكالات المعرفية والفكرية التي تتناول القضايا الراهنة عربيا. وفي هذا الصدد, قال الروائي التونسي الحبيب السالمي, إن عدم انتشار الأدب المغاربي في المشرق بالشكل الكافي, يعزى إلى عدم الانفتاح أكثر على دور النشر المشرقية, داعيا إلى تجاوز هذا الأمر من أجل تعزيز التواصل مع شريحة واسعة من القراء العرب. ومن جانبه, قال الشاعر التونسي منصف المزغني, إنه لا فضل لشاعر مشرقي على مغاربي ولا العكس, فكلهم يتحدثون اللغة العربية الفصحى ويكتبون بها, وبالتالي فإن انتشار العمل الابداعي من عدمه يعود إلى مدى تميز هذا العمل أو ذاك. وبدوره, أكد الكاتب التونسي حسونة المصباحي, أن جل الأعمال الأدبية المغاربية لا يكون لها نصيب من التعريف في الوطن العربي بشكل عام, لأنها تعالج قضايا ربما بعيدة تماما عن انشغالات أهل المشرق. وأوضح حسونة, أن هناك فرقاً كبيراً بين لغة الثقافة ولغة الكتابة, فالفرنسية تعد لغة كتابة فقط, أما العربية فهي لغة الثقافة وهي اللغة الأم للأدباء المغاربيين, والكتاب الذين يكتبون ويتكلمون بالفرنسية هم مغاربيون ويدينون بالولاء والانتماء لبلدانهم العربية وليس للمستعمر الفرنسي. أما الكاتب الصحفي الجزائري الأزهري الأبتر, فأشار إلى أن اللغة الأم للأدباء والمثقفين في منطقة المغرب العربي هي اللغة العربية, مبرزا أن الأدب التراثي الجزائري مثلا بحكم ظروف الاستعمار في السابق كتب باللغة الفرنسية, ولكن روحه ووجدانه كانا يحملان الانتماء الثقافي والفكري للغة العربية وليس لفرنسا. وتتواصل فعاليات النسخة ال21 من معرض ابوظبي الدولي للكتاب التي تختتم غدا, بإقامة ندوات أدبية ولقاءات شعرية يشارك فيها أدباء وشعراء من سائر الدول العربية.