يتوقع الزعيم الليبي، معمر القذافي، السيطرة على بنغازي في الوقت الذي لازال فيه مجلس الأمن يواصل اجتماعاته. واستبعد القذافي أن تضطر قواته إلى خوض معركة لاستعادة السيطرة على بنغازي، معقل المعارضين المسلحين في شرق ليبيا. وسئل القذافي، في مقابلة مع محطة تلفزيون «إل.بي.سي» اللبنانية عما إن كان يتوقع معركة في بنغازي، فأجاب قائلا: «لا.. لا أعتقد هذا». وقال القذافي إن المواقع التي يتحصن فيها المسلحون «يجري تطهيرها الآن بمساعدة من الشعب»، واصفا المسلحين بكونهم عناصر «إرهابية» من القاعدة. كما أعلن الزعيم الليبي، البارحة، أن قواته ستخوض «معركة حاسمة» لاستعادة السيطرة على مدينة مصراته، ثالث أكبر مدينة في البلاد، وهي تبعد 150 كلم إلى الشرق من طرابلس. وسيطرت القوات الحكومية على أجدابيا، الواقعة على بعد 150 كيلومترا إلى الجنوب من بنغازي والمطلة على خليج سرت، يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن تقهقر أغلب قوات المعارضة إثر وابل من المدفعية الثقيلة. وقال أحد الضباط المنشقين في قوات المعارضة، أول أمس الأربعاء، إنهم فقدوا البلدة وإن المقاتلين الذين ظلوا موجودين سلموا أسلحتهم. لكن البعض رفض، فيما يبدو، الاستسلام أو الفرار. الصليب الأحمر ينسحب من مدينة بنغازي من جهة أخرى، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أول أمس الأربعاء، إنها سحبت موظفي الإغاثة التابعين لها من بنغازي، ودعت الطرفين المتحاربين في ليبيا إلى تجنب استهداف المدنيين والطواقم الطبية. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر واحدة من عدد قليل من هيئات الإغاثة التي تعمل في بنغازي، معقل المعارضين في الشرق، حيث تتقدم القوات الموالية الحكومية، بينما تعثرت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف إراقة الدماء. وتابعت اللجنة التي مقرها جنيف: «نقلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم (المقصود الأربعاء) موظفيها في بنغازي إلى مدينة طبرق في الشرق حيث سيواصلون مساعدة ضحايا الصراع». وقالت اللجنة إنها، قبل أن تغادر بنغازي، سلمت ما يكفي من الطعام ومواد الإغاثة الأساسية إلى الهلال الأحمر بما يغطي احتياجات نحو 15 ألف شخص لمدة شهر. وسوف يواصل الهلال الأحمر الأنشطة الإنسانية في المدينة وما حولها. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أخرجت، في وقت سابق من هذا الأسبوع، موظفيها الأجانب من بلدة أجدابيا الشرقية مع تقدم القوات الموالية للزعيم الليبي، معمر القذافي، نحو الشرق وتصاعد حدة القتال. إلى ذلك، أعلنت صحيفة «نيويورك تايمز»، أول أمس الأربعاء، عن فقد أربعة من مراسليها في ليبيا بعد استعادة قوات معمر القذافي السيطرة على مدينة أجدابيا الساحلية. وقال محررو الصحيفة في نيويورك إنهم كانوا على اتصال بالمراسلين يوم الثلاثاء الأخير وحصلوا على معلومات من طرف ثان حول فقد المراسلين الأربعة بعد دخول القوات الحكومية إلى أجدابيا. أمريكا تدعو إلى حماية المدنيين في ليبيا قالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس، إن الولاياتالمتحدة تعتقد أنه ينبغي لأعضاء مجلس الأمن الدولي أن يناقشوا إجراءات لحماية المدنيين في ليبيا لا تقتصر على فرض حظر جوي. وأبلغت رايس الصحفيين، أول أمس الأربعاء، بأن «وجهة نظر الولاياتالمتحدة هي أننا نحتاج إلى أن نكون مستعدين لدراسة خطوات تشمل منطقة حظر للطيران، لكن ربما لا تقتصر على ذلك». وتعليقات رايس هي أوضح بيان من واشنطن حتى الآن عن كونها ستساند مشروع قرار في مجلس الأمن يخول فرض منطقة حظر للطيران فوق ليبيا. وقالت السفيرة الأمريكية: «إننا نناقش بجدية كبيرة ونقود جهودا في المجلس بشأن نطاق واسع من الخطوات نعتقد أنها قد تكون فعالة في حماية المدنيين». وأبدت الولاياتالمتحدة رد فعل حذرا على دعوة من الجامعة العربية ودعوات أوربية إلى فرض منطقة حظر للطيران فوق ليبيا، مع إبداء بعض المسؤولين قلقهم من أنها قد تكون غير مؤثرة عسكريا أو مضرة سياسيا. وأصرت واشنطن على أن تشارك دول عربية بشكل نشط في فرض مثل هذا الحظر فوق ليبيا. وقال السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة، جيرار أرنو، للصحفيين إنه حث مجلس الأمن على إجراء اقتراع يوم أمس الخميس، لكن دبلوماسيين قالوا إن صيغة مشروع القرار ما زالت قيد النقاش، ومن غير الواضح ما إن كان سيُمكن تقديم نص للاقتراع عليه بهذه السرعة. وقالت رايس إنها أيضا تأمل أن يجرى اقتراع البارحة. عقود النفط لازالت سارية أكد نائب وزير الخارجية الليبي، خالد الكعيم، أن الحكومة ستفي بالعقود الحالية مع شركات النفط الغربية، مضيفا أن الأزمة الحالية من المرجح أن تؤثر على التعاون مع تلك الشركات في المستقبل. وقال الكعيم: «اجتمعت مع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط شكري غانم، وأبلغني بأنه ما زال على اتصال برؤساء (إيني) الإيطالية وبعض الشركات الأمريكية». وأضاف: «نأمل أن يتم إقناعهم بأن الأمن مكفول للجميع وأن يعودوا إلى هنا لاستئناف عملهم». وسئل الكعيم حول ما إن كان من المحتمل إعادة النظر في العقود الحالية، فأجاب قائلا: «في هذه المرحلة، لا أعتقد هذا. ربما العقود الجديدة لامتيازات جديدة. ربما ينعكس ما حدث في الأسابيع الأربعة الماضية على التعاون في المستقبل مع الدول الأخرى». بدوره، انتقد الزعيم الليبي معمر القذافي القوى الغربية، في حديث إلى التلفزيون الألماني، قائلا إن ألمانيا هي الوحيدة التي أمامها فرصة إقامة أعمال مع ليبيا في المستقبل. وأشار إلى أنه من بين الدول الغربية التزمت ألمانيا وحدها بموقف مسؤول، وكانت الوحيدة التي ترددت في الدعوة إلى فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا لحماية المعارضين الذين يقاتلون ضد حكمه. وتابع قائلا: «إن ألمانيا انتهجت موقفا إيجابيا جدا، مختلفا عن أي من الدول الغربية الأخرى». اختفاء صحفيي «نيويورك تايمز» أعربت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن قلقها بشأن اختفاء أربعة صحفيين، بينهم أنتوني شديد، الحاصل على جائزة بوليتزر مرتين، وذلك أثناء تغطيتهم للأحداث في ليبيا، حسب تقرير لقناة «العربية» يوم أمس الخميس. وذكرت الصحيفة أن آخر اتصالات بين الصحفيين كانت صباح الثلاثاء الماضي من بلدة أجدابيا. وقال بيل كيلر، رئيس التحرير التنفيذي للصحيفة، إنهم تحدثوا إلى المسؤولين الليبيين الذين وعدوا بالتحقق من مكانهم والإفراج عنهم في حال ما إن كان قد تم القبض عليهم. وفي المقابل، أعلنت صحيفة «الغارديان» البريطانية الإفراج عن الصحفي الذي يعمل معها، غيث عبد الأحد، ومغادرته ليبيا سالما.
البحرين تعتقل ستة من زعماء المعارضة و تواصل إجلاء الأجانب اتهمت حركة «الوفاق» البحرينية المعارضة قوات الأمن البحرينية بأنها اعتقلت ما لا يقل عن ستة من قادة المعارضة الذين يتزعمون حركة الاحتجاجات في البلاد، فيما طلبت وزارة الخارجية البريطانية من رعاياها مغادرة البلاد في أسرع وقت، وسط انتقادات أمريكية ودولية. وقال مطر إبراهيم، النائب عن كتلة الوفاق الشيعية في البرلمان البحريني، إن القادة اعتقلوا فجر أمس الخميس، ومن بينهم حسن المشيمع، زعيم حركة «الحق» الشيعية، وإبراهيم شريف، الأمين العام لجمعية «الوعد» اليسارية العلمانية. في هذه الأثناء، كثفت القوات البحرينية من دورياتها في وسط المنامة، بعد أن فرض حظر للتجول الليلة ما قبل الماضية إثر عملية اقتحام دوار (ساحة) اللؤلؤة، التي أسفرت عن مقتل ستة أشخاص. وانتشرت الدبابات التابعة لقوات درع الخليج، ومعظمها قوات سعودية، في شوارع العاصمة وفي محيط دوار اللؤلؤة. ويشدد الجيش من سيطرته التامة على مجمع السليمانية الطبي حيث يعالج المصابون نتيجة المواجهات في دوار اللؤلؤة. وقالت طبيبة في المستشفى ل«بي بي سي» إنها تختبئ وعددا من زملائها بالداخل، وإن القوات تطلق النار على بعض الأشخاص وتهدد باستخدام الذخيرة الحية. وأضافت أن جنودا ينتشرون في جميع أنحاء مجمع السليمانية الطبي ويطلقون النار على أي شخص. كما ذكر طبيب جراح لمراسل «بي بي سي»، بيل لو، أنه استدعي إلى مستشفى خاص لإجراء جراحة عاجلة لشخص مصاب بطلق ناري، لكن قوات الأمن أجبرته على العودة. وكانت القوات قد استخدمت الدبابات ومدافع المياه وطائرات هليكوبتر لتفريق المتظاهرين وإخلاء دوار اللؤلؤة، إلا أن متحدثا باسم الحكومة البحرينية نفى إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي على المتظاهرين، كما سبق للسلطات البحرينية أن نفت اتهامات بمنع علاج المصابين. وقد استقال وزير الصحة البحريني من منصبه احتجاجا على طريقة التعامل مع المتظاهرين، كما ذكرت مراسلة «بي بي سي» في المنامة، كارولين هاولي، أن قضاة من الشيعة استقالوا أيضا من مناصبهم. وقالت إن المنامة تحولت إلى ما يشبه مدينة أشباح، لا يظهر فيها سوى الجنود. وقد دعت حركة «الوفاق» المتظاهرين إلى تفادي المواجهات مع السلطات. ووصف عبد الجليل خليل، القيادي في الحركة، عملية اقتحام دوار اللؤلؤة بكونها حرب إبادة. وانتقدت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، السلطات في البحرين لإرسالها قوات لقمع المظاهرات المناهضة للحكومة، وقالت إن البحرين تسير في الاتجاه الخطأ. كما انتقدت كلينتون دول مجلس التعاون الخليجي المجاورة لإرسالها قوة عسكرية لمساعدة السلطات البحرينية. وأضافت، في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» الأمريكية، أنها تعتقد أنه لا يجب التعامل من منظور أمني مع مطالب وتطلعات المتظاهرين. وقد نصحت بريطانيا رعاياها بمغادرة البحرين بعد تصاعد العنف هناك، وقالت وزارة الخارجية إنها حثت كافة البريطانيين في البحرين على المغادرة في أسرع وقت، وإن الحكومة نظمت رحلات طيران خاصة إلى دبي لدعم الرحلات التجارية المجدولة. وقال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، إنه تحدث مع نظيره البحريني، وأعرب له عن «قلق عميق» بشأن ما يجري على الأرض. ودعا رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة إلى وضع حد للقمع العنيف لتلك الاحتجاجات. وقال إنه تحدث تلفونيا مع الملك وناشد الجميع ضبط النفس في المواجهات التي تتصاعد في شوارع المنامة. كما انتقد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عملية اقتحام دوار اللؤلؤة وقال إنها غير مبررة، وألقى باللوم في ما يجري على الولاياتالمتحدة. وحثت نافي بيلاي، مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، البحرين يوم أمس الخميس على كبح جماح قوات الأمن البحرينية، مشيرة إلى مزاعم عن قتلها محتجين وضربهم واعتقال محتجين بشكل تعسفي ومهاجمة عاملين في المجال الطبي. وعبرت بيلاي عن قلقها مما وصفته ب»سيطرة الجيش على المستشفيات» في المملكة، حيث استخدمت قوات البحرين الدبابات وطائرات الهليكوبتر، أول أمس الأربعاء، لإخلاء الشوارع من المحتجين. وقالت بيلاي في بيان: «وردت تقارير عن اعتقالات تعسفية وقتل وضرب للمحتجين والعاملين في المجال الطبي والسيطرة على مستشفيات ومراكز طبية من جانب قوات الأمن.. هذا تصرف صادم وغير شرعي».