قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، يوم أمس الثلاثاء، إن بلاده «لم تنجح في إقناع شركائها في مجموعة الثماني بدعم مساعيها إلى استصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا». ويشار إلى أن مجلس الأمن الدولي اختتم جلسة مشاورات حول ليبيا من دون إصدار قرار بشأن فرض حظر جوي على ليبيا، بينما تستمر المشاورات بين الدول الأعضاء لتوضيح بعض النقاط حول مشروع القرار، منها الجهة التي ستطبقه، وكيف سيكون ذلك التطبيق. وأوردت وكالة «رويترز» على لسان الزعيم الليبي معمر القذافي قوله إنه يشعر بأن حلفاء أوربيين سابقين خذلوه، مثل رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني الذي تحول ضده. واستبعد القذافي مطالب قوى عالمية بفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا أو احتمال شن ضربات جوية، وقال للعدد الصادر يوم الثلاثاء من صحيفة «إلجورنال» الإيطالية اليومية: «سنقاتل وسننتصر. وضع من هذا النوع لن يؤدي إلا إلى توحيد الشعب الليبي». وأضاف أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي اعترف رسميا بالمجلس الوطني الليبي المؤقت ودعا إلى شن ضربات جوية ضد أهداف معينة، يعاني من «خلل عقلي». وقال للصحيفة: «صدمت، فعلا، بموقف أصدقائي الأوربيين. وسئل عن علاقاته ببرلسكوني، الذي كان أقرب صديق له في أوربا سابقا، فقال: «إنني مصدوم جدا وأشعر بالخذلان، لا أعرف حتى ما أقوله لبرلسكوني». وفرض زعماء الاتحاد الأوربي عقوبات اقتصادية على طرابلس في أعقاب تفجر القتال بين قوات المقاومة في شرق البلاد والقوات الموالية للقذافي خلال اجتماع قمة الأسبوع الماضي الذي طالب بتنحيه. ويتواصل القصف أفادت الأنباء بأن القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي شنت أربع هجمات جوية، على الأقل، يوم أمس الثلاثاء على بلدة أجدابيا، في شرق البلاد. وشهدت أجدابيا هجمات جوية أول أمس الاثنين أيضا في إطار تقدم القوات الحكومية شرقا في اتجاه بنغازي، معقل المعارضة المسلحة. وقال مقاتلون من المعارضة الليبية المسلحة إن هناك قتالا دائرا في بلدة البريقة بين القوات الموالية للزعيم معمر القذافي والمعارضين الساعين إلى إنهاء حكمه المستمر منذ41 عاما. ومن جهة أخرى، تمكنت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي من استعادة مدينة زوارة، الواقعة غربي طرابلس، بعد مواجهات عنيفة مع الثوار استخدمت خلالها المدفعية والدبابات لتستعيد واحدة من آخر البلدات التي تسيطر عليها المقاومة في الغرب، ولتسجل قوات القذافي تقدما ميدانيا هاما على حساب الثوار بعد استرجاع مدينة البريقة يوم الأحد الأخير. وقد أعلنت مصادر متطابقة أن قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي تمركزت، مساء أول أمس الاثنين، في وسط مدينة زوارة (غرب) بعد مواجهات مع متمردين، مما أدى إلى سقوط قتيل على الأقل. ويبلغ عدد سكان مدينة زوارة 20 ألف نسمة، ومعظمهم من البربر. وقد نفى القذافي وجود هذه الأقلية، وأكد مرات عدة أن هذه القبائل «اندثرت ولم تعد موجودة». اجتمعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، في العاصمة الفرنسية باريس، بمحمود جبريل، أحد زعماء المعارضة الليبية وأحد أعضاء المجلس المؤقت الذي شكلته هذه المعارضة في مدينة بنغازي التي تسيطر عليها، وبحثت معه السبل التي تستطيع الولاياتالمتحدة من خلالها تقديم الدعم إلى المعارضة في سعيها إلى الإطاحة بنظام العقيد. وقال مسؤول أمريكي إن الاجتماع دام 45 دقيقة، إلا أنه رفض الإفصاح عن تفاصيل المواضيع التي نوقشت فيه. وجاء الاجتماع على هامش مؤتمر لمجموعة دول الثماني عقد في باريس لتدارس إمكانية فرض منطقة حظر طيران فوق الأراضي الليبية. وقال مسؤول أمريكي بارز إن واشنطن لم تتوصل بعد إلى قرار بدعم هذه الفكرة. وكان زعماء المعارضة الليبية قد طالبوا بدعم دولي للحد من الإمكانيات العسكرية التي يتمتع بها القذافي، بينما تواصل قواته هجومها على مواقع المعارضة شرقي البلاد. ولكن مراسلة ال«بي بي سي» في واشنطن، التي ترافق وزيرة الخارجية كلينتون في رحلتها إلى باريس، تقول إنه بينما تصر كافة الأطراف الدولية على حساسية الموقف في ليبيا، لم يبحث وزراء مجموعة الثماني سوى عقد المزيد من الاجتماعات والمحادثات دون أن يقرروا القيام بأي عمل ملموس لدعم المعارضين الليبيين. وتضيف مراسلتنا أنه من الواضح تماما أن الولاياتالمتحدة لا تريد أن تقاد إلى فرض حظر للطيران دون أن تحصل، أولا، على التزامات أكيدة من دول أخرى بأنها ستسهم بفاعلية في هذا الجهد. وقال مسؤول أمريكي بارز إنه في الوقت الذي دعت فيه الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية إلى فرض حظر للطيران فوق الأراضي الليبية، رفضت هذه الدول فكرة التدخل الدولي في ليبيا. ساركوزي الخائن أفادت صحيفة «الفجر» الجزائرية بأن مصدرا عربيا في حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» الفرنسي، وهو الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس نيكولا ساركوزي، كشف عن طبيعة «السر الخطير» الذي هدّد القذافي بالكشف عنه انتقاما لاعتراف فرنسا بالمجلس الوطني الليبي المعارض. ويتعلق الأمر بملايين الدولارات (أكثر من خمسين مليون دولار) دفعها القذافي لتمويل حملة ساركوزي في الانتخابات الرئاسية خلال الجولتين الأولى والثانية في ماي 2007، والتي فاز فيها ضد مرشحة الحزب الاشتراكي سيغولين روايال. وكشف المصدر عن كون الأموال «جرى تسليمها «نقدا» في حقائب وليس على شكل حوالات أو شيكات، وذلك للحيلولة دون ضبطها مستقبلا في أي تحقيق مالي». وقال المصدر إن رجل الأعمال لبناني الأصل زياد تقي الدين، وثيق الصلة برئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وآخرين من إيطاليا وليبيا نفسها تولوا تسليم هذه الحقائب إلى مقربين من ساركوزي. وقد لعبت أسرة زوجته، كارلا، دورا محوريا في العملية بالنظر إلى وجود علاقة بينها وبين «لوبي» النظام الليبي في إيطاليا. وأكد المصدر أن رئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني «كان على علم بالعملية، وربما قدم تسهيلات لوجستية في هذا المجال، ولاسيما في ما يتعلق بالدفعات التي جرى تسليمها واستلامها على الأراضي الإيطالية». وأشار المصدر العربي في حزب ساركوزي إلى أن جانبا من «السر» الذي ألمحت إليه وكالة الأنباء الليبية يتعلق أيضا بعمولات تقاضاها ساركوزي وفريقه صيف عام 2009 من سيف الإسلام القذافي في إطار صفقة بيع طائرات حربية فرنسية من طراز «رافال» الحديثة إلى ليبيا، فضلا عن طائرات «ميراج» من الجيل الرابع.
البحرين تستعين بالجيش السعودي وإيران تستنكر قررت دول خليجية، أعضاء في منظومة دول مجلس التعاون، إرسال قوات إلى البحرين للمساهمة في «حفظ الأمن والنظام في المملكة» التي تشهد احتجاجات منذ أسابيع، بينما اعتبرت المعارضة البحرينية الأمر بمثابة «إعلان حرب واحتلال». وأكد مصدر سعودي مسؤول، أول أمس الاثنين، دخول قوة سعودية إلى البحرين حيث تستمر الاضطرابات والتوتر الطائفي، فيما اعتبرت المعارضة أن تدخل أي قوات أجنبية في البلاد هو «احتلال»، وناشدت الأممالمتحدة التحرك لحماية المدنيين. وبدورها، أعلنت الإمارات العربية المتحدة أنها أرسلت نحو 500 شرطي إلى البحرين. وشلت الحياة في العاصمة البحرينية بشكل شبه تام أول أمس الاثنين، مع التزام واسع بالإضراب العام الذي دعت إليه النقابات، فيما قام ناشطون معارضون للحكومة بإغلاق معظم الطرقات المؤدية إلى وسط المنامة. وأكد المصدر السعودي المسؤول أن «أكثر من ألف عسكري سعودي من قوات درع الجزيرة الخليجية وصلوا مساء الأحد إلى المملكة». وذكر المصدر أنه بموجب الاتفاقيات ضمن مجلس التعاون الخليجي، فإن «أي قوة خليجية تدخل إلى دولة من المجلس تنتقل قيادتها إلى الدولة نفسها». وأشار المصدر إلى أنه «تمت الدعوة مرارا إلى الحوار من قبل الحكومة البحرينية ولم تتم الاستجابة للدعوة». وفي وقت لاحق، أكد مجلس الوزراء السعودي أنه تجاوب مع «طلب البحرين الدعم» في مواجهة تهديد أمنها، دون الإشارة مباشرة إلى تدخل عسكري. وفي أعقاب جلسة برئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز، أعلن وزير الإعلام عبد العزيز خوجة أن مجلس الوزراء أكد مجددا أن دول مجلس التعاون الخليجي «ستواجه بحزم وإصرار كل من تسول له نفسه القيام بإثارة النعرات الطائفية أو بث الفرقة بين أبناء المجلس ودوله أو تهديد أمنه ومصالحه». واعتبر مجلس الوزراء أن «أي إضرار بأمن دولة من دول مجلس التعاون يعد إضرارا بأمن جميع دوله».. وفي هذا الإطار، أكد مجلس الوزراء تجاوبه مع طلب البحرين الدعم في هذا الشأن. وفي هذه الأثناء، دعا الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، دول مجلس التعاون الخليجي إلى ضبط النفس والسماح لمواطني البحرين بالتظاهر السلمي». وقال الناطق باسم البيت الأبيض، جاي كارني، إن واشنطن تحث «كافة الشركاء في مجلس التعاون الخليجي على ضبط النفس واحترام حقوق شعب البحرين والتصرف بطريقة تدعم الحوار بدلا من تقويضه». وأضاف كارني: «ندعو إلى عدم الرد بعنف على المتظاهرين السلميين، واحترام الحقوق الدولية لشعوب المنطقة في التجمع السلمي للتعبير عن آرائها، وإيصال مظالمها إلى حكوماتها، وأن يكون لديها قدر أكبر من المشاركة في العملية السياسية». وبدوره، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قلقه من تنامي العنف في البحرين، الأمر الذي خلف العديد من الجرحى خلال الأيام القليلة الماضية. ومن جهتها، وصفت إيران، يوم أمس الثلاثاء، وصول قوات سعودية إلى البحرين بكونه أمرا غير مقبول، وحثت البحرين على الرد بشكل سلمي على المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية دون تدخل خارجي. ورحبت إيران، التي تواجه احتجاجات معارضة في الداخل، بالانتفاضات في الدول العربية بالشرق الأوسط بوصفها «صحوة إسلامية» ضد الحكام المستبدين. وقال مهمان باراست, المتحدث باسم الخارجية الإيرانية, عن الوضع في البحرين إن»الشعب لديه بعض المطالب المشروعة، وهو يعبر عن نفسه سلميا. يجب عدم الرد بعنف.. ونتوقع تلبية مطالبه من خلال الوسائل السليمة».