وجه الجيش الأمريكي تهما جديدة إلى الجندي برادلي مانينغ المتهم بتسريب مئات آلاف الوثائق الدبلوماسية السرية لموقع «ويكيليكس»، بعد سبعة أشهر من التحقيقات الإضافية التي أجرتها وحدة التحقيق الجنائي في الجيش وغيرها من أجهزة الاستخبارات الأمريكية. وأصدرت قيادة الجيش الأمريكي في واشنطن الخميس الماضي بياناً أعلنت فيه توجيه 22 تهمة جديدة إلى مانينغ، من بينها استخدام برنامج غير مسموح به في كمبيوترات حكومية لاستخراج معلومات سرية وتحميلها بطريقة غير قانونية ونقلها للاستخدام العلني بشكل يساعد «العدو على الاستفادة منها». فيما أكد مسؤولون عسكريون أن التحقيقات لا تزال مستمرة، حيث قال المتحدث القانوني باسم القضاء العسكري الأمريكي، النقيب جون هابرلاند، إن التهم الجديدة تعكس بشكل أدق مدى الجرائم التي ارتكبها مانينغ. وأوضح النقيب هابرلاند أن اللائحة الجديدة تتضمن تهما أخرى، منها التسبب في نشر معلومات استخباراتية على الإنترنت، بالرغم من معرفة أن العدو سيتمكن من الوصول إليها. يضاف إلى ذلك خمس تهم بسرقة ممتلكات أو سجلات عامة، وثمان تهم بنقل معلومات دفاعية، وتهمتان بالاحتيال ونشاط مرتبط بأجهزة كمبيوتر حكومية، وخمس تهم تتصل بانتهاك المادة 92 من القانون العسكري بشأن أمن المعلومات. وأوضح المسؤولون أن مانينغ أخذ أقراصاً مدمجة يمكنها قراءة النصوص والفيديو وغيرها من ملفات البيانات إلى مركز استخباراتي في صحراء شرق العراق لنسخ وإزالة معلومات سرية. وأشاروا إلى أنه تمكن من الحؤول دون اكتشافه، لأنه عمد خلال عملية النسخ إلى ترداد كلمات أغاني ليدي غاغا ليبدو كما لو أنه يستخدم الكومبيوتر للاستماع إلى الموسيقى. وقال أدريان ليمو، وهو قرصان كومبيوترات سابق تعقب رسائل مانينغ الإلكترونية، للصحيفة، إن الجندي أعرب عن تعاسته في الجيش وتحدث عن قيامه بنسخ بيانات سرية. وأضاف أن الجندي قال إنه استخدم أقراصا لتخزين البيانات موضوعة داخل علب أسطوانات موسيقية حتى يتمكن من نقل البيانات إلى مكان آمن. يشار إلى أن القانون العسكري ينص على تطبيق حكم الإعدام بالمدانين بتهمة مساعدة العدو، بيد أن فريق الادعاء العام العسكري أكد -حسب مصادر إعلامية- أنه لا ينوي طلب هذه العقوبة بحق مانينغ.
وكانت السلطات الأمريكية وجهت في يوينو الماضي لمانينغ -المحتجز حاليا في سجن سلاح البحرية بمدينة كوانتيكو بولاية فيرجينيا- ثمان تهم تتعلق بانتهاك القانون الجنائي، بعد نقل بيانات سرية بطريقة غير شرعية، تشمل شريطاً مصوراً نشر على موقع «ويكيليكس» في وقت سابق يظهر مقتل مدنيين عراقيين وصحافيين اثنين بقصف من طائرة أمريكية عام 2007. ويتهم الجيش الأمريكي مانينع -المحلل السابق في الاستخبارات الأمريكية- بالوقوف وراء قيام موقع «ويكيليكس» بالتعاون مع خمس صحف بنشر ما يزيد عن 251 ألف وثيقة تضم مراسلات بين السفارات الأمريكية في العالم ووزارة الخارجية، الأمر الذي أثار موجة من ردود الفعل الدولية حول العالم، علاوة على نشر وثائق أخرى تتعلق بالعراق وأفغانستان.