سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سليم الشيخ يحاول تطويق حالة الاحتقان داخل «دوزيم».. ويهون من «غضب» الشارع ضد برامج قناته بالتزامن مع تنسيق نقابة الصحافة مع هيئات نقابية لتنظيم وقفة احتجاجية أمام «دوزيم»
بينما أعلن كل من الائتلاف المغربي للثقافة والفنون والنقابة الوطنية للصحافة المغربية رغبتهما في التنسيق في ما بينهما إلى جانب هيئات ثقافية وحقوقية أخرى لتنظيم سلسلة وقفات سلمية احتجاجا على السياسات المنتهجة في عدد من المؤسسات العمومية، وفي مقدمتها القطب الإعلامي العمومي، سارع المدير العام للقناة الثانية سليم الشيخ إلى عقد اجتماع موسع مع أطر مديرية البث والبرامج، مساء الخميس الماضي، في محاولة لتطويق حالة الاحتقان الموجودة حاليا داخل «دوزيم»، وكذا لإشراك العاملين في إعداد مخطط تلفزيوني جديد يستجيب أكثر لانتظارات المشاهدين المغاربة. وعلمت «المساء» أن الاجتماع المذكور، الذي استغرق أزيد من ثلاث ساعات، كان بمثابة جلسة مكاشفة ومساءلة للسياسة البرامجية المعتمدة حالياً من طرف الإدارة العامة، وانتقد عدد من الحاضرين عدم تفاعل هذه الإدارة بما يكفي مع المستجدات السياسية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة العربية ومن بينها المغرب. ونقل بعض الصحافيين والمنشطين غضب فئات عديدة من الشارع المغربي من تجاهل القناة لمطالبه واحتياجاته في تجسيد مفهوم القرب والتعبير عن القضايا المجتمعية وإتاحة فضاءات أوسع للنقاش السياسي والفكري والثقافي، ولاسيما في بعده الشبابي. وطالب جل الحاضرين بضرورة تعديل شبكة البرامج والتقليص من الجانب الترفيهي، المتمثل في المسلسلات الأجنبية والسهرات الفنية، وإعداد مواد تلفزيونية جديدة ومتوازنة، تراعي ما تتطلبه «الخدمة العمومية» من إخبار وتثقيف وتوجيه، بالإضافة إلى عنصر الترفيه. واقترح بعض المتدخلين، في هذا الإطار، إضفاء خصوصية محددة على الدورة الحالية من مسابقة «استوديو دوزيم» بالتركيز على الموسيقى والأغاني التراثية والصوفية، معللين ذلك بأنه لا يعقل الإبقاء على البرنامج المذكور في صيغته الحالية وفي مضمونه الاحتفالي والغنائي، بينما يعاين المشاهدون في قنوات أخرى المآسي التي تعيشها بعض الشعوب العربية القريبة منا. وقالت مصادر حضرت الاجتماع المذكور ل»المساء»: «رغم أن سليم الشيخ حاول الدفاع عن سياسته التلفزيونية بالقول إن القناة الثانية تطبق مقتضيات دفتر التحملات وتجسد مفهوم الخدمة العمومية، إلا أنه أبدى تفهمه للانشغالات التي عبر عنها الصحافيون والمنشطون المنتمون إلى مديرية البرامج والبث حينما تحدثوا بلسان المواطن المغربي، ووعدهم بالانفتاح على مختلف الأفكار والاقتراحات.» وأضافت المصادر نفسها أن المدير العام كان، طيلة الاجتماع، يهوّن من غضب الشارع على برامج القناة. واعتبر الاعتداءات التي تعرض لها بعض أطقم القناة الثانية أثناء تأدية مهامها حالات قليلة جدا ومعزولة ولا ينبغي بالتالي تضخيمها، ورفض ربط تلك المحاولات بالخط التحريري المعتمد حاليا في القناة الثانية، معتبرا أن نسب المشاهدة المعلن عنها وكذا طريقة احتفاء الجمهور بمنشطي «دوزيم» تعبير عن موقف إيجابي من القناة. وسارت نقابة مستخدَمي القناة الثانية، قبل ذلك، في مسار إحداث تغيير في الإعلام العمومي المغربي، وجدد المكتب النقابي للاتحاد المغربي للشغل، في بلاغ سابق، دعوته إلى مباشرة تغييرات من شأنها استعادة مصداقية القناة وتمكين بلدنا من إعلام عمومي ديمقراطي ومنفتح، في مستوى انتظارات المواطنين وقادر على مواكبة وإطلاق التغييرات التي يصبو إليها المجتمع المغربي. وأضافت النقابة، في بلاغها الأخير، أن القناة فقدت الكثير من بريقها ومصداقيتها وأتلفت هويتها، بسبب الخط التحريري لمديرية الأخبار وبسبب الاختيارات المتّبَعة على مستوى البرامج. وبعدما أشار بلاغ النقابة إلى أن القناة الثانية «كانت، عبر تاريخها، قوة إعلامية مبدعة، خلاقة، حداثية وديناميكية، وشكلت نموذجا في المحيطين العربي والإفريقي، رغم تواضع إمكانياتها آنذاك، فإن السياسة الإخبارية المتّبَعة في السنوات الأخيرة لم تعد تعكس لا طموح المبادرين إلى مشروع القناة الثانية ولا العاملين فيها، ناهيك عن جمهورها، إذ كان من المفترَض أن يضطلع المشروع بالترويج لصورة مغرب جديد، منفتح، مغرب القطيعة مع الماضي، وأن تقوم القناة بتعزيز ودعم الأوراش الكبرى وتواكب الإصلاحات التي تحققت أو تلك التي يتوجب القيام بها، إضافة إلى واجب النهوض بصورة المغرب في الخارج، إلا أن المبادرات الهادفة إلى تنوير الرأي العام وتعبئة طاقات البلاد وخلق الزخم المطلوب لدعم المغرب الذي يتغير، صارت نادرة.