أظهرت دراسة فرنسية جديدة أن الرجال الذين يعانون من سرطان البروستاتا هم على الأرجح أصيبوا بالصلع في عمر 20 عاماً. ونقل موقع «هلث داي نيوز»، الأمريكي العلمي، عن الباحثين في مستشفى «جورج بومبيدو» -الأوربي في باريس أن الرجال الذين أصيبوا بسرطان «البروستاتا» كانت قد بدأت علامات الصلع تبدو عليهم في عمر العشرين أكثر بمرتين ممن لم يصابوا بالمرض. وأشار الباحثون إلى أن الذين يصابون بالصلع في الثلاثينات أو الأربعينات من عمرهم لا يبدو أنهم يواجهون ارتفاعاً مماثلاً لخطر الإصابة بهذا النوع من السرطان، إلا أن العلماء أشاروا إلى أن من يبدأ لديهم فقدان الشعر بعد العشرينات لا يزيد خطر إصابتهم بسرطان «البروستاتا» في وقت مبكر ولا تنمو لديهم الأورام بشدة أكثر. وأكد الدكتور فيليب غيراد، المسئول عن الدراسة، أنه «حالياً، لا يوجد دليل دامغ يظهر أي فائدة من إجراء عامة الرجال فحص سرطان «البروستاتا».. نحن نحتاج إلى طريقة تحدد الرجال الأكثر عرضة لهذا المرض». ودعا غيراد وزملاؤه إلى مزيد من الدراسات، للتأكد من ملاحظاتهم. وأوضح المتحدث نفسه أن الصلع في عمر 20 قد يكون أحد عوامل الخطر السهل تحديدها، والأمر يحتاج مزيدا من العمل للتأكد من ذلك. كما كشفت دراسة علمية أن طول أصبع السبابة لدى الرجال قد يدل على فرص احتمالات تعرضهم للإصابة بسرطان «البروستاتا». وأشارت الدراسة التي أجرتها المجلة البريطانية لمرض السرطان إلى أن الرجال الذين لديهم أصابع السبابة طويلة أقل عرضة للإصابة بسرطان «البروستاتا». وقد توصل فريق البحث إلى نتائج الدراسة بعد أن قارنوا بين 1500 شخص من المصابين بالسرطان ب3000 رجل من الأصحاء. ويتحدد طول أصابع اليد لدى الجنين قبل ولادته ويعتقد أنه يرتبط بمستويات الهرمونات الجنسية داخل الرحم، طبقاً لما ورد بموقع «بي بي سي». ويقول الباحثون في معهد بحوث السرطان في جامعة «واريك» إن تعرض الجنين لهرمون «التستوستيرون» بنسبة ضئيلة قبل الولادة قد يزيد من طول أصبع السبابة، وهو ما يؤدي إلى قلة فرص التعرض للإصابة بسرطان «البروستاتا» في وقت لاحق. وأكدت البروفيسور روس إيليس، إحدى أعضاء فريق البحث، أن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث، ولكنْ إذا تم إثبات صحة الكشف العلمي فسيمكن استخدامه كاختبار أولي للكشف عن خطر الإصابة بالسرطان. وأوضحت أن «الكشف المثير يمكن أن يستخدم لتحديد الرجال الأكثر عرضة للإصابة بسرطان «البروستاتا»، بالإضافة إلى عوامل أخرى، مثل الوراثة والاختبارات الجينية». ومن جانبها، أكدت ايما هيل، الرئيسة التنفيذية لجميعة «أكشن» المتخصصة في أبحاث سرطان «البروستاتا»، أن «الدراسة الجديدة تقربنا خطوة من تحديد عوامل الإصابة بالمرض، وهي القضية الكبرى في إطار جهود الوقاية من المرض وسبل علاجه». وتابعت قائلة: «لكننا ما زلنا بعيدين عن خطوة الحد من الوفيات بين الرجال بسبب سرطان «البروستاتا»، ولذلك نحن في حاجة إلى مزيد من الدراسات والأبحاث». دراسات معارضة أكدت بعض الدراسات أن العامل المسبب للصلع هو الإفراز الزائد لهرمون الذكورة «التستوستيرون» أو بصفة أدق حساسية جذور الشعر المفرطة لمادة ال«DHT»، التي تدخل في تنظيم إفرازات «التستوستيرون». وقد كشفت الدراسة أن خطر الإصابة بسرطان «البروستاتا» ينخفض إلى النصف تقريباً، إذا بدأ الرجل يعاني من تساقط الشعر في مرحلة مبكرة. وأشار علماء أمريكيون إلى أن بعض الرجال قد لا يروقهم النظر في المرآة ورؤية بقع صلعاء في رؤوسهم، ولكن الأبحاث أظهرت أن الرجل الذي يبدأ شعره في التساقط عندما يكون دون الثلاثين من العمر، ينخفض خطر إصابته بسرطان «البروستاتا» إلى النصف في ما بعد، بنسبة قد تصل إلى 45% في مرحلة لاحقة، مشيرين إلى أن نصف الرجال تقريباً يفقدون الكثير من شعرهم عند بلوغهم الخمسين من العمر، وربطوا بين المستويات المرتفعة من الهرمون الذكري «التستوستيرون» عند الذين يصابون بالصلع في مرحلة مبكرة وبين انخفاض خطر الإصابة بالأورام. وتوصل هؤلاء إلى هذه النتيجة بعد دراسة شملت 2000 رجل تتراوح أعمارهم ما بين 40 و47 سنة، عانى نصفهم في الماضي من سرطان «البروستاتا» وبعد الاطلاع على حالات إصابتهم بالأورام عندما كانوا في الثلاثين من العمر. وكانت دراسات سابقة مثيرة للجدل، ولكن ليست موسعة، قد دحضت هذه النظرية وقالت «إن تساقط الشعر مؤشر على احتمال الإصابة بالسرطان». وأكد البروفيسور جوناثان رايت، وهو اختصاصي في أمراض سرطان البروستات في كلية «سياتل» الطبية في واشنطن، أن هذه الدراسة تبعث على الدهشة، مضيفاً: «تبين لنا أن عوارض الصلع الأولية مرتبطة بانخفاض معدل الإصابة بسرطان «البروستاتا» ما بين 29 % و 45 %». ويساور القلق الكثير من الرجال لأنهم يعتقدون أن الصلع في مرحلة مبكرة يجعلهم أقل جاذبية في نظر النساء أو «أكبر من سنهم الحقيقي» ويُضعِف ثقتهم في أنفسهم.