سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حسن حمائز: «أتمنى أن تدرج الكليات مادة التحرير الصحافي ضمن برامجها الدراسية» قال إننا نروم من وراء هذه التجربة أن يجد الطلبة موطيء قدم لهم في المشهد الإعلامي الوطني
في بادرة هي الأولى من نوعها، تم تأسيس الإجازة المهنية في التحرير الصحافي في جامعة ابن زهر في أكادير، والتي تضم حوالي 50 طالبا وطالبة في سنتها الأولى، وهي مبادرة يرى فيها القائمون عليها محاولة لانفتاح الجامعة على محيطها وإعطاء دفعة للإعلام، بشكل عام، قصد كسر الفراغ الذي تعانيه الجهة والجنوب عموما، والذي تغيب فيه المعاهد المتخصصة في الإعلام. ومن أجل تسليط الأضواء على هذه المبادرة التي احتضنتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة ابن زهر، أجرينا هذا الحوار من المسؤول عن الشعبة، حسن حمائز. كيف جاءت فكرة خلق إجازة مهنية في التحرير الصحافي؟ كانت الفكرة تساورني منذ سنوات، حيث كان من بين اهتماماتي البحث في مجال التواصل، عامة، والتواصل الإعلامي، على وجه الخصوص، حيث شاركت في مجموعة من الندوات الوطنية والدولية في هذا المجال، بالإضافة إلى أنني نشرت عددا من المقالات في المجال في مجموعة من المجلات العلمية، فتبيَّن لي أن المجال خصب، وكنت أتمنى لو تم إدراج هدا التخصص ضمن التخصصات الموجودة في كليات الآداب المغربية. وبما أن الإصلاح الجامعي يهدف إلى ربط الجامعة المغربية بمحيطها السوسيو اقتصادي، بخلق تكوينات جديدة في شكل إجازات مهنية، قمت ببلورة فكرة إجازة مهنية في التحرير الصحافي وطرحتها على مجموعة من الزملاء الأساتذة الذين يشاركونني الهمّ نفسَه وقدمنا تصورا إلى عمادة الكلية التي أيدت الفكرة وقدمت لنا الدعم الكامل. - ما هي التدابير والإجراءات التي اتخذتموها لإنجاح هذا المشروع؟ هناك نوعان من التدابير، الأولى إدارية ومادية، والثانية بيداغوجية، فبخصوص الأولى، كان علينا -نحن الأساتذة الذين سيتكلفون بالتدريس في هذه الإجازة- أن نقدم للجنة المكلفة باعتماد هذا النوع من التكوينات تصورا ووصفا شاملا للإجازة وهندستها ووصف للوحدات والمجزوءات التي يجب أن يتلقاها الطالب الذي نعتبره مشروع صحافي متخصص في مجال التحرير، ثم البحث عن الجانب اللوجستيكي والوسائل والتجهيزات الضررية لهذا التكوين. أما بخصوص الثانية، والمتعلقة بالجانب البيداغوجي، فقد كان علينا البحث عن الأساتذة المختصين في هذا المجال وكذا الاستعانة بالمهنيين الذين يمتلكون تجربة طويلة في المجال والذين بإمكانهم أن يقدموا الشي الكثير للطلبة الذين نجحوا في مباراة ولوج هذا التخصص، والذين يستجيبون للشروط الموضوعة لذلك، لأننا نهدف قبل كل شيء إلى جودة التكوين، بالإضافة إلى عقد شراكات مع مجموعة من الفاعلين في المجال الإعلامي وبعض مكاتب الجرائد الوطنية والجهوية، ليسمحوا لطلبتنا بإجراء تداريب في محطاتهم أو وكالاتهم، حتى يحتكوا بالميدان ويستفيدوا من الجانب التطبيقي، الذي نعتبره ضروريا إلى جانب الشق النظري الذي يتلقونه داخل الكلية. ولحسن حظنا، وجدنا الدعم الكامل من رجال الإعلام المحليين بكل تخصصاته ومشاربه، وأستغل هذه المناسبة لأتقدم إليهم بالشكر الجزيل وبخالص العرفان. - ما هي المجالات التي تشتغل عليها الإجازة المهنية في التحرير الصحافي؟ يتبين من خلال عنوان هذه الإجازة أننا في هذا التكوين نركز على التحرير الصحافي، لأننا نعتبره قطب الرحى في المجال الإعلامي، لأن المحرر يمكن أن يشتغل في الصحافة المكتوبة بنوعيها، الورقية والإلكترونية، كما يمكنه أن يشتغل في الإعلام المرئي والمسموع، لهذا حرصنا على الاشتغال على التحرير الصحافي وتقنياته وقواعده بالنسبة إلى كل نوع من أنواع الإعلام، بالإضافة إلى قانون الصحافة وأخلاقياتها وسوسيولوجيا الإعلام وكذلك تقنيات الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي. كما ركزنا على تقوية الجانب اللغوي للطلبة الصحافيين، إيمانا منا بأن على الإعلامي الناجح، إلى جانب لغته الأم واللغة العربية الفصيحة، أن يتقن، على الأقل، لغة أجنبية أو أكثر، وهذا شيء جيد وهناك مجالات أخرى لا يتسع المجال لذكرها. - ما هو الإشعاع الذي يمكن أن تحققه هذه الإجازة المهنية بالنسبة إليكم؟ جاءت الإجازة، كما سبق أن ذكرت، في سياق ربط الكلية بمحيطها السوسيو اقتصادي، لذلك فالإشعاع الذي يمكن أن تقوم به سيكون إشعاعا على مدينة أكادير، خاصة، وجهة سوس ماسة درعة، عامة، بتزويدهما بإعلاميين شباب مكونين على المستوى الأكاديمي، مما سيساهم في التنمية الإعلامية للمدينة والجهة، خصوصا ونحن نشتغل يدا في يد مع الإعلاميين الجهويين الحاليين، الذين لعبوا دورا كبيرا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للجهة، والذين رحبوا بهذه الفكرة وقبلوا احتضان هؤلاء الشباب، الذين يتلمسون خطواتهم الأولى في مجال الإعلام. وهناك إشعاع حققته، أيضا، هذه الإجازة هو أنها بينت أن الكلية بإمكانها أن تضطلع بمهام أخرى غير التكوينات التقليدية والبحث العلمي. - ما هي الآفاق المستقبلية لهذه التجربة؟ نحن نروم من خلال هذه التجربة أن نسير خطوة بعد أخرى، وأول شيء نتمناه هو أن تنجح هذه التجربة ويستطيع هذا الشباب أن يجدوا لهم موقعا داخل الخريطة الإعلامية الجهوية والوطني،ة ولِم لا الدولية. أما مطمحنا الثاني فهو توسيع هذا التخصص ليشمل تخصصات أخرى في المجال الإعلامي ونساهم في تغطية النقص الحاصل في هذا المجال، خصوصا ونحن مقبلون على الجهوية الموسعة، التي نادى بها صاحب الجلالة محمد السادس. وبعد ذلك، يمكن أن نفكر في خلق ماستر متخصص في المجال الإعلامي لتكوين أطر عليا متخصصة بإمكانها أن تقدم الإضافة المرجوة إلى المجال الإعلامي على صعيد جهة سوس ماسة درعة. - هل لمستم بعض التخوف عند الطلبة؟ بطبيعة الحال، فكل شخص يدخل في تجربة جديدة لا بد أن يعتريه بعض الخوف، وهو الشي الذي لامسناه لدى جل طلبة هذا التخصص، لأنهم يعرفون أنهم دخلوا عالما لا يعرفون بأي نتيجة سيخرجون منه، فقد كان أول دور نقوم به هو تبديد هذه التخوفات وإعطائهم الثقفة في أنفسهم، ولهذا الغرض، نحرص على أن يحتكوا بالمهنيين الجهويين في هذا المجال، حتى يطمئنوا شيئا ما ويعرفوا أنه بإمكانهم أن يجدوا لهم موقعا، ويجب فقط أن يثقوا في مؤهلاتهم وأنفسهم. ولهذا الغرض، استضفنا، يوم السبت، 19 فبراير الجاري، الإعلامي العربي الكبير طارق جبريل، ليتعرف عليه الطلبة ولينهلوا من تجربته في هذا المجال ويعرفوا ما هي الخطوات والتحديات التي كان عليه أن يتخطاها حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم من مكانة مرموقة في عالم الإعلام، حتى يتخذوه نموذجا يحتذى ويجب السير على منواله.