لا يزال أكثر من 100 ألف مغربي محاصرين في ليبيا، فيما لم تصدر إلى حد الآن وزارة الخارجية المغربية أي بيان لطمأنة العائلات المغربية على ذويهم، خاصة بعد ورود أنباء تتحدث عن انفلات أمني خطير في كل المدن الليبية، فيما اتخذت العديد من الدول اجراءات استثنائية لضمان ترحيل مواطنيها من ليبيا. والأخطر من ذلك هو أن العديد من العائلات المغربية فقدت الاتصال بأبنائها في كل المدن الليبية وتعيش حاليا حالة هلع وخوف، خاصة بعد أن تأكد لديها أن السلطات الليبية لا تتردد في «توريط» العديد من الأجانب العرب في هذه الاحتجاجات التي تشهدها ليبيا حاليا، وذكرت بعض العائلات أنها حاولت الاتصال بمصالح الوزارة في الرباط دون أن يجدوا مخاطبا. وامتنعت مصالح الخارجية المغربية، في اتصال مع «المساء»، عن التعليق عن هذا الموضوع واكتفت مسؤولة في قسم التواصل بالوزارة بالقول للجريدة: «سنتصل بكم في ما بعد»، غير أن المعنية بالأمر لم تف بوعدها، فيما قال محمد عامر، وزير الجالية المغربية بالخارج، إن المغرب أحدث خلية مشتركة بين المصالح والوزارات المعنية لتتبع الأوضاع في ليبيا. وقال الوزير، في اتصال مع «المساء»، إن هذه الخلية وضعت برنامجا شبيها بذلك الذي اعتدمته في أحداث مصر أو تونس، يرمي إلى مساعدة كل المهاجرين المغاربة الراغبين في العودة إلى المغرب. وذكر محمد عامر، في هذا السياق، أن عدد المغاربة الذين أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى المغرب لم يتجاوز 3 أشخاص، بينهم معتقل أفرج عنه مؤخرا. ونفى عامر أن يكون هناك أي قتلى أو مصابين من المغاربة في أحداث ليبيا، مشددا في هذا السياق على أن السفارة والقنصلية المغربيتين في طرابس مفتوحتان بشكل دائم لاستقبال أي مواطن مغربي يريد العودة إلى وطنه. إلى ذلك، ذكر شهود عيان أن العقيد معمر القذافي أمر باستعمال الطائرات في عدة مناطق من العاصمة طرابلس ل»سحق» المتظاهرين المطالبين برحيله، في حين تشير أنباء أخرى إلى أن مدينة بنغازي ومدنا أخرى في البلاد أعلنت استقلالها عن نظام نظام القذافي، فيما ذكرت مصادر أخرى أن القذافي استعان بمرتزقة أجانب ما زالوا يواصلون إطلاق النار على المحتجين في العاصمة الليبية. وقال مصادر إن طرابلس محاصَرة حاليا وهناك من يوصفون بأنهم «مرتزقة» أفارقة يجوبون الشوارع في سيارات مصفحة ويطلقون النار عشوائيا على المدنيين وحتى على طواقم الإسعاف، فيما وصف البعض ما يحدث في العاصمة الليبية ب»المذبحة». ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود قولهم إن مذبحة وقعت في حييْ «فَشلوم» و»تاجوراء»، فيما تحدثت أنباء عن وجود مئات جثث القتلى منتشرة في الشوارع إضافة إلى الجرحى. ووصل عدد القتلى أول أمس إلى أكثر من 250 مدنيا قتلوا في قصف شنه الطيران الحربي على أحياء سكنية وعلى مشيعين في طرابلس.